وفاة طالبة بكلية العلوم تثير تساؤلات حول إجراءات السلامة بجامعة الزقازيق

الطالبة روان ناصر

شهدت كلية العلوم بجامعة الزقازيق صباح يوم الأحد، الموافق الرابع من مايو 2025، حادثًا أليمًا تمثل في وفاة الطالبة روان ناصر، المقيدة بالفرقة الرابعة قسم الكيمياء، وذلك إثر سقوطها من الطابق الرابع داخل مبنى الكلية، في واقعة أثارت حالة من الحزن والقلق بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

فور وقوع الحادث، هرعت فرق الأمن الإداري والإسعاف إلى موقع السقوط، وتم نقل الطالبة إلى مستشفى الزقازيق الجامعي، حيث أكدت المصادر الطبية وفاتها نتيجة إصابات بالغة ناجمة عن السقوط من ارتفاع شاهق. وأعلنت الجامعة في بيان رسمي على لسان رئيسها الدكتور خالد الدرندلي أن الواقعة محل تحقيق فوري من قبل الجهات المختصة، وأن الجامعة سلّمت تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة بالمبنى إلى النيابة العامة، والتي أظهرت بحسب البيان، أن الطالبة كانت بمفردها أثناء الحادث.

وتباشر النيابة العامة تحقيقاتها في ملابسات الوفاة، حيث تم الاستماع إلى عدد من زملاء الطالبة والعاملين بالكلية، مع التحفظ على الكاميرات وأخذ أقوال الشهود، إلى جانب التكليف بإعداد تقرير هندسي حول سلامة تصميم الطابق الذي وقعت به الحادثة، وبيان مدى توافر اشتراطات الأمان والسلامة المهنية داخل المبنى.

في السياق ذاته، قررت إدارة الجامعة إغلاق الطابق الرابع مؤقتًا لحين انتهاء التحقيقات، ومراجعة كافة الاحتياطات الأمنية بالمبنى. كما تم التوجيه بتوفير الدعم النفسي لزميلات الطالبة داخل الكلية، خاصة بعد تأثر عدد منهن بحالة من الصدمة عقب الحادث.

وأشار عدد من أساتذة الكلية إلى أن الطالبة كانت من المنتظرات للتخرج هذا العام، وكانت من الطالبات المنتظمات دراسيًا، دون وجود ما يشير إلى معاناتها من أي ضغوط نفسية أو مشاكل ظاهرية في محيطها الأكاديمي.

من جانبه، أوضح المستشار القانوني إبراهيم الدسوقى أن مثل هذه الوقائع تستوجب فحصًا دقيقًا لمدى التزام المؤسسة التعليمية بتطبيق المعايير القانونية المتعلقة بتأمين المباني، خاصة في الأدوار العليا، مضيفًا أن المسؤولية القانونية قد تُنسب للجهة الإدارية حال ثبوت وجود إهمال في إجراءات السلامة، وفقًا لقانون العقوبات والقانون المدني المصري.

وتنتظر الأوساط الجامعية نتائج التحقيق الرسمي التي ستحدد ما إذا كانت الواقعة ناتجة عن انتحار، أو حادث عرضي، أو تقصير في تأمين بيئة الدراسة. وحتى صدور تقرير النيابة، يظل الحادث محل اهتمام واسع داخل الجامعة، ويدعو إلى مراجعة شاملة لأوضاع السلامة في المباني التعليمية تجنبًا لتكرار حوادث مماثلة مستقبلاً.