أخبار عاجلة

سعد بن طفلة العجمي يكتب: القيمة الإستراتيجية للوساطات الخليجية

سعد بن طفلة العجمي يكتب: القيمة الإستراتيجية للوساطات الخليجية
سعد بن طفلة العجمي يكتب: القيمة الإستراتيجية للوساطات الخليجية

الدور الدبلوماسي المهم الذي تلعبه الدول الخليجية ومصر له تبعات ومكاسب لها ولعلاقاتها واستقرارها وتطورها، فالعالم المضطرب والمستثمر القلق سيتوجه إلى مناطق أكثر أمناً واستقراراً، فما بالك إن كانت مناطق ترعى السلام العالمي وتعمل على تحقيقه.

تقاطر الوفود الروسية والأوكرانية هذه الأيام على السعودية، ومستويات عالية حتى الآن وصلت لمستوى وزراء الخارجية، ومستوى اللقاءات سيبلغ قمته باللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر، كما أعلن الكرملين والبيت الأبيض.

وتهدف اللقاءات إلى وضع نهاية للحرب الروسية - الأوكرانية، فكانت السعودية كدولة وسطى بموقعها وسياساتها الميدان المثالي الذي يلتقي فيه قادة أكبر دولتين في العالم، روسيا وأميركا، فالحرب التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام قتلت وجرحت وشردت الملايين، وجرّت العالم نحو شفا حرب عالمية ثالثة، وبالتالي فقد آن الأوان لوقف سعيرها وتدميرها.

كذلك لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً إنسانياً مميزاً بالوساطة بين روسيا وأكرانيا من أجل إطلاق الأسرى بين الطرفين من عسكريين ومدنيين، وتكرر هذا الدور الإماراتي أكثر من مرة، ليس بين الروس والأوكرانيين وحسب، وإنما بين الروس والأميركيين كذلك، وهذا الدور الذي لعبته الإمارات ما كان لها أن تلعبه لو لم تتمتع بعلاقات مميزة مع الأطراف الثلاثة، روسيا وأميركا وأوكرانيا، وهذه الوساطة ما كان لها أن تنجح لو لم تكن دولة الإمارات أهلاً للثقة والصدقية لدى الأطراف المتصارعة، وبذلك أنهت مآسي آلاف الأسر والعائلات في هذه الدول الثلاث، ومن المنتظر أن يتعاظم هذا الدور الإنساني بعد أن تضع الحرب أوزارها.

ومنذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقطر تجهد ليلاً ونهاراً لوقف العدوان الإسرائيلي الذي تلى تلك العملية، وتتوسط لإطلاق الرهائن الإسرائيليين لدى "حماس" وإيقاف حرب الإبادة على غزة، فقد كانت مصر وقطر جناحان متوافقان من أجل وقف إبادة الشعب الفلسطيني هناك، ورفضت القاهرة سياسة التهجير واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم في غزة وتهجيرهم قسراً إلى سيناء.

والموقف المصري الصلب ضد التهجير والإبادة خلق أزمة بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية أدت إلى إلغاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته إلى واشنطن ولقاء دونالد ترمب، ولا تزال الاتصالات تجري على قدم وساق بين قطر ومصر من جهة، وبين إسرائيل و"حماس" من جهة أخرى، للتوصل إلى حل يوقف الإبادة ويعيد الرهائن الإسرائيليين، ويعطي أمل البقاء لأهل غزة المنكوبة.

وعلى صعيد المشروع النووي الإيراني انبرت مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، لتكون الحاضنة لمحادثات تتجنب الصدام والحرب في المنطقة، فقد جمعت الطرفين الأميركي والإيراني لبدء محادثات للتوصل إلى اتفاق ينهي أزمة المشروع النووي الإيراني، ويجنب المنطقة حرباً بين أميركا وإسرائيل ضد إيران، فالعُمانيون يدركون بحكمة أن حرباً إقليمية من هذا النوع سيطاول لهيبها المنطقة كلها، ولذلك كانت ولا تزال تقدم مساحة للقاء بين الطرفين الأميركي والإيراني تجنباً للحروب وحفاظاً على السلم الإقليمي.

وهذا الدور التاريخي الذي تلعبه المنطقة الخليجية عموماً بالتوافق والتنسيق مع مصر يؤكد الأهمية الإستراتيجية لهذه الدول ودورها في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والسلم العالمي، فخلق الصورة النمطية لدول الخليج كدول راعية وداعية للسلام يحقق انتصاراً إستراتيجياً عمل أعداؤنا طوال عقود على فرضه وتنميطه في الإعلام العالمي، وهو "عرب وحوش محبون للدماء وسفكها وللحروب وشنها".

لكن الدور الدبلوماسي المهم الذي تلعبه الدول الخليجية ومصر له تبعات ومكاسب لها ولعلاقاتها واستقرارها وتطورها، إذ إن العالم المضطرب والمستثمر والقلق سيتوجه إلى مناطق أكثر أمناً واستقراراً، فما بالك إن كانت مناطق ترعى السلام العالمي وتعمل على تحقيقه؟

ويعول كُثر على دور خليجي وسيط ينزع فتائل الأزمة بين الهند وباكستان، والتي تفاقمت بعد اعتداء مسلح على سياح في كشمير الهندية خلّف عشرات القتلى والجرحى، فالدولتان النوويتان لهما مصالح هائلة وعمالة مليونية في دول الخليج العربي، وبالتالي فإن استقرارهما مهم ومصلحي لدول الخليج وجنوب شرقي آسيا بصورة عامة، ولعل الدور الذي تميزت به دول الخليج عبر دبلوماسية صنع وهندسة قاعات محادثات السلام، يؤهلها للعب دور يجنب نيودلهي وإسلام آباد حرباً بينهما قد تكون عواقبها وخيمة على المنطقة وربما العالم أجمع.

نقلا عن "اندبندنت" عربية

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق 8 مايو.. عمرو دياب يستعد لحفله في الكويت «فيديو»
التالى استلام 35 ألف طن من الأقماح المحلية منذ بداية موسم التوريد ببنى سويف