“الوطن أولاً، والمغرب أوّلاً، والوحدة الترابية أولاً”، بهذه العبارة اختزل محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، المبدأ المُوجّه لمواقف “التجمع” وتحركاته.
كما حاول القيادي التجمعي ذاته الإجابة عن سؤال طرَحَه: “لماذا اختارت قيادة الحزب مدينة الداخلة كنقطة انطلاق لبدء جولة ‘مسار الإنجازات’؟”، قبل أن يجيب: “ليس الاختيار وليد صدفة، بل يحمل رسائل سياسية قوية في بريد الداخل والخارج على حد سواء”.
وباسم “حزب الحمامة”، القائد للائتلاف الحكومي، ثمّن أوجار، السبت، “تسارُع دينامية الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء، ومن كل قارات العالم”، متوقعاً أن كل المؤشرات ذاهبة باتجاه “الحسم النهائي من قِبل الدبلوماسية المغربية الحكيمة بقيادة جلالة الملك لملف نزاع الصحراء، وذلك أيضا بفضل مبادرة الحكم الذاتي والطرح المغربي الذي يجد الدعم المتزايد في كل بقاع العالم”.
وأضاف المتحدث ذاته، بحضور أعضاء الحزب بجهة الداخلة وادي الذهب، وأعضاء وعضوات المكتب السياسي، فضلا عن عزيز أخنوش، أن “خطوة تدشين مسار الإنجازات من جوهرة الصحراء المغربية دليلُ التزام حزب الأحرار بثوابت الأمة المغربية؛ وفي مقدمتها الوحدة الترابية الوطنية”، وزاد: “كما أن ذلك عاكسٌ لدرجة الأولوية التي يوليها الحزب للوحدة الترابية، مجسداً وفاءه للتوجه الملكي الواضح في الدفاع عن مغربية الصحراء”.
ولم يفت أوجار التعبير عن اعتزازه بأداء حكومة أخنوش، التي تواكب – حسب تقديره– هذه المكاسب الدبلوماسية بـ”مشاريع تنموية طموحة وواعدة في الميدان”، خصوصاً في الأقاليم الجنوبية بجهاتها الثلاث؛ وقال شارحا: “ما يُنجَز اليوم في الداخلة من بنية تحتية ومشاريع اقتصادية كبرى هو تجسيد فعلي للرؤية الملكية الطموحة”.
القيادي في التجمع الوطني للأحرار أجمل ضمن كلمة من منصة الحدث بأن “اختيار الداخلة لبداية الجولة ليس فقط تتويجًا لجهود ساكنتها ومناضلي الحزب فيها، بل هو إعلان واضح أن الصحراء في قلب المسار التنموي الوطني للمملكة، وستبقى كذلك دائمًا بقيادة ملكية متبصرة”.
بايتاس: “زخم مستمر وترفّع أخلاقي”
في السياق ذاته، غير بعيدٍ عن “رسائل الداخلة”، استدعى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب ذاته، “زخم الآباء المؤسّسين للتنظيم، وهو زخم المسيرة الخضراء برسالة أخلاقية ووطنيّة”، وزاد منوهاً بما جاء على لسان زميله في الحزب: “نحن مَدينون كثيرا لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، لأنّ ما تحقق في عهده وبالضبط في ملف قضية الصحراء الوطنية يبقى إحدى العلامات الفارقة والكبيرة جدا ستتحدث عنها الأجيال المتلاحقة”، مشيدا بـ”بناء هذا النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم”، وأيضا بـ”حشد هذا الدعم الكبير جدا على مستوى المنتظم الدولي”.
وقال المتحدث إن “هذا الزخم مستمر مع هذه اللقاءات الكبيرة الحاشدة التي يترأسها رئيس الحزب، الذي يقوم بجولته الثالثة (مسار الإنجازات)، ويعقد مكتبه السياسي للمرة الثالثة في جهة الداخلة وادي الذهب، ولاحقا في جهات أخرى”، وتابع: “هذا يعني أننا نجسد إيماننا بالجهوية المتقدمة والدفاع عنها كنمط من أنماط الحكامة الترابية التي تعد من فلسفة حزب التجمّع وليست موضوع ترف سياسي”.
“السياسة لا يمكن أن تستقيمَ دون أخلاق، وعليه إذ نرفض الانزلاق نحو التنابز بالألقاب والمزايدات اللّفظية”، يورد بايتاس، مؤكدا أن “المعركة الحقيقية ليست مع الخصوم السياسيين، بل مع الفقر والبطالة والتهميش… لكن عبر ممارسة السياسة بنُبل وأخلاق وترفّع عن التنابز اللفظي الذي صار سمة مميزة للمشهد السياسي بالمغرب؛ ذلك ما أوصانا به رئيس الحزب حينما صعد لرئاسته”، وزاد متعهدا: “سنظل مُتشبّثين بخطاب سياسي يوصي بالأخلاق وبالأمل، بخطاب سياسي راق يتماشى مع انتظارات المواطنين”.
وعلى الشق الاجتماعي عرّج السياسي ذاته قائلا: “ما تحقَّق في الحوار الاجتماعي نؤمن داخل التجمع الوطني للأحرار بأنه من الحقوق الأساسية للشغيلة؛ التي ليست موضوعاً من مواضيع الابتزاز. ومن يفكر بالابتزاز للأسف سيبقى منعزلا وحيدا لا علاقة له بالتحولات التي تعرفها بلادنا”.
السعدي: “رد الاعتبار للشباب”
بدوره اعتلى منصة “مسار الإنجازات” لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي لـ”حزب الأحرار”، ورئيس فدرالية شبيبته التجمعية، مشددا على أهمية “الاستمرار في إشاعة خطابات الأمل والتفاؤل بعيدا عن التبخيس والتيئيس”.
وقال السعدي، الوزير المنتدب المكلف بالصناعة التقليدية، إن “رئيس حزبنا أخنوش أعاد الاعتبار فعلياً للشباب في تقلد مناصب المسؤولية”، وزاد ساردا قصة استوزاره: “عندما تم استوزاري اتصلَتْ بي شبيبات الأحزاب الأخرى، منوهةً بأن أخنوش ‘راجْل وبقا فكلمتو عندما قال لنا كشباب في مراكش كاين اللي غيكونو فيكم برلمانيين ووزراء’… ها أنا ذا اليوم وزير في حكومة جلالة الملك”.
وفي ردّ مبطن على “بيجيدي بنكيران” قال المتحدث ذاته: “لم نسُبّ المغاربة، ولم نُسِئ للذين يختلفون معنا، ولم نتهجّم على الصحافيين، ولا على أي دولة صديقة أو رئيسها… هذه مبادئ أساسية في عملنا السياسي، تربينا عليها داخل مدرسة التجمع الوطني للأحرار”.
يشار إلى أن “حزب الحمامة” أعلن عقب اجتماع مكتبه السياسي إطلاق الجولة الوطنية “مسار الإنجازات”، التي ستشمل 12 جهة وأكثر من 70 جماعة، بحضور وزرائه وأعضاء مكتبه السياسي، موردا أنها مناسبة لتقييم الحصيلة المحلية والوطنية، والإنصات لانشغالات المواطنين، وتبادل النقاش في إطار مبادرة “نقاش الأحرار”.
" frameborder="0">
" frameborder="0">