الفاتيكان , تسارعت التحضيرات لاختيار البابا الجديد، بعد وفاة البابا فرنسيس، مع بدء الاستعدادات الرسمية لانعقاد المجمع المقدس الذي سيُعقد في السابع من مايو الجاري. وقد شهدت الساحة لحظة رمزية تمثلت في تركيب المدخنة الشهيرة فوق كنيسة سيستين، والتي تُعد بمثابة الإشارة الأولى لانطلاق عملية انتخاب خليفة جديد على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
وبحسب تقرير لشبكة “ABC” الأمريكية، شوهد رجال الإطفاء وهم يثبتون المدخنة فوق سطح الكنيسة، في خطوة تُعد من الطقوس الأساسية التي تسبق المجمع. هذه المدخنة ليست مجرد تفصيل هندسي، بل أداة ذات رمزية كبرى، فهي الوسيلة التي تخاطب بها الكنيسة الكاثوليكية العالم لإعلان نتائج التصويت، إما بتصاعد الدخان الأسود أو الأبيض.
ما دلالة ألوان الدخان في الفاتيكان؟
خلال المجمع المقدس، يُجري الكرادلة المشاركون اقتراعات متكررة لاختيار البابا الجديد. وبعد كل جولتين من التصويت، يتم إحراق أوراق الاقتراع داخل فرن خاص موصول بالمدخنة، ليُرسل منها دخان يُتابعه الملايين حول العالم من ساحة القديس بطرس، أو عبر شاشات التلفزيون.
في حال عدم التوصل إلى نتيجة، تُخلط أوراق الاقتراع بمواد كيميائية خاصة مثل بيركلورات البوتاسيوم والأنثراسين والكبريت، لإنتاج دخان أسود يدل على أن التصويت لم يُسفر عن اختيار البابا. أما إذا تم التوصل إلى انتخاب بابا جديد، فيُخلط الورق المحترق مع كلورات البوتاسيوم واللاكتوز وراتنج الكلوروفورم، لينتج دخان أبيض، وهو الإعلان الرسمي والمرئي لاختيار القائد الجديد للكنيسة الكاثوليكية.
لحظات تاريخية محفورة في الذاكرة
لطالما كانت لحظة تصاعد الدخان الأبيض من كنيسة سيستين من أبرز اللحظات الرمزية في العالم المسيحي، تعبر عن ميلاد حقبة جديدة في قيادة الكنيسة. ويُسترجع دائمًا يوم 15 مارس 2013، عندما ارتفع الدخان الأبيض معلنًا انتخاب الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو بيرجوليو بابا جديدًا، والذي عُرف لاحقًا باسم البابا فرنسيس، ليكون أول بابا من أمريكا الجنوبية.
بعد صعود الدخان الأبيض، يظهر البابا الجديد من شرفة كنيسة القديس بطرس ليوجه أول رسالة للعالم، في مشهد احتفالي مهيب يترقبه الملايين في لحظة تمتزج فيها الطقوس الدينية بالمشاعر الإنسانية والرهبة التاريخية.
بابا الفاتيكان القادم رمزية عالمية في لحظة حاسمة
لا تقتصر أهمية هذا الحدث على الجانب الكنسي فقط، بل يتجاوز ذلك إلى رمزية عالمية، حيث يُنتظر من البابا الجديد أن يكون صوتًا دينيًا وأخلاقيًا عالميًا، له دور في قضايا السلام، والهجرة، والعدالة الاجتماعية، والتغير المناخي، وغيرها من التحديات التي تواجه العالم المعاصر.
مع اقتراب موعد المجمع المقدس، تتجه أنظار العالم إلى الفاتيكان مرة أخرى، في انتظار الدخان الأبيض الذي سيعلن اسم البابا الذي سيقود الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة جديدة من تاريخها.
