أخبار عاجلة
مباراة الزمالك والمصري.. بث مباشر الآن -

صفقة أمريكية أوكرانية لاقتناص كنوز الأرض النادرة.. ما خفايا المعادن الحيوية في كييف؟

صفقة أمريكية أوكرانية لاقتناص كنوز الأرض النادرة.. ما خفايا المعادن الحيوية في كييف؟
صفقة أمريكية أوكرانية لاقتناص كنوز الأرض النادرة.. ما خفايا المعادن الحيوية في كييف؟

الخميس 01 مايو 2025 | 02:07 مساءً

المعادن في أوكرانيا

المعادن في أوكرانيا

محمد عاشور

في خطوة استراتيجية تعكس تصاعد التنافس الدولي على الموارد الطبيعية الحرجة، وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقية تمنح واشنطن أولوية الوصول إلى مشاريع استخراج وتطوير المعادن الحيوية في الأراضي الأوكرانية، وذلك ضمن صفقة أوسع تشمل تمويلًا مشتركًا لجهود إعادة الإعمار.

وتأتي هذه الاتفاقية وسط تحركات أمريكية لتعزيز سلاسل الإمداد العالمية وتقليل الاعتماد على الخصوم الجيوسياسيين، لا سيما في ما يتعلق بالمعادن الضرورية للصناعات الدفاعية والتقنية والطاقة المتجددة.

وتملك أوكرانيا ثروات معدنية كبيرة تشمل الليثيوم، والتيتانيوم، والجرافيت، وعناصر أرضية نادرة مثل النيوديميوم والسيريوم، مما يجعلها لاعبًا محوريًا في سوق المواد الخام عالمياً، وتُقدّر الحكومة الأوكرانية إمكانات الاستثمار في هذا القطاع الحيوي بنحو 12 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2033، رغم التحديات القائمة كالنزاع المسلح، والبنية التنظيمية المعقدة، والسيطرة الروسية على نسبة كبيرة من الموارد.

اتفاقية المعادن النادرة في أوكرانيا 

أعلنت أوكرانيا والولايات المتحدة، عن توقيع اتفاقية جديدة تم الترويج لها بقوة من الجانب الأمريكي، وتعد خطوة استراتيجية تمنح واشنطن وصولاً تفضيليًا إلى صفقات المعادن الحيوية في أوكرانيا، إلى جانب المساهمة في تمويل جهود إعادة إعمار البلاد، وفقًا لرويترز.

ويُنظر إلى هذه الاتفاقية كعنصر أساسي ضمن تحركات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتأمين شراكات اقتصادية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وتُعد أوكرانيا من الدول الغنية بالمعادن الحيوية، إذ تضم أراضيها رواسب لـ22 معدنًا من أصل 34 معدنًا يصنفها الاتحاد الأوروبي على أنها "حرجة"، وتشمل هذه المعادن المعادن الصناعية، ومواد البناء، والمعادن الثمينة وغير الحديدية، بالإضافة إلى العناصر الأرضية النادرة.

ووفقًا لمعهد الجيولوجيا الأوكراني، فإن أوكرانيا تمتلك معادن نادرة مثل اللانثانوم والسيريوم (تستخدم في أجهزة التلفاز والإضاءة)، والنيوديميوم (يدخل في صناعة توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية)، بالإضافة إلى الإتريوم والإربيوم، اللذين يُستخدمان في تقنيات الليزر والطاقة النووية، وتشير تقارير أوروبية إلى وجود احتياطيات من السكانديوم، على الرغم من بقاء التفاصيل الدقيقة لهذه الاحتياطات مصنفة.

كما أفاد المنتدى الاقتصادي العالمي بأن أوكرانيا تُعد موردًا محتملاً مهمًا لمجموعة واسعة من المعادن الحيوية، مثل الليثيوم، والبريليوم، والمنغنيز، والجاليوم، والزركونيوم، والجرافيت، والأباتيت، والفلوريت، والنيكل.

وذكرت هيئة الجيولوجيا الحكومية الأوكرانية أن البلاد تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات المؤكدة من الليثيوم في أوروبا، تُقدّر بنحو 500 ألف طن متري، وهو عنصر أساسي في صناعة البطاريات، والسيراميك، والزجاج.

وتُركّز احتياطيات التيتانيوم في الشمال الغربي والوسط من البلاد، بينما تتوزع رواسب الليثيوم بين المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية الشرقية، وتُقدر احتياطيات الجرافيت، وهو مكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، بنسبة 20% من الموارد العالمية، وتتركز في المناطق الوسطى والغربية.

وفي المقابل، ورغم هذه الإمكانات، فإن أوكرانيا لا تملك حاليًا أي مناجم عاملة تجاريًا للعناصر الأرضية النادرة، بحسب تقارير اقتصادية وخبراء في قطاع التعدين.

تفاصيل الاتفاق بين أوكرانيا والولايات المتحدة

تم توقيع الاتفاق في واشنطن بعد أشهر من المفاوضات، التي وصفت أحيانًا بأنها متوترة، وشهدت عقبات في لحظاتها الأخيرة، ويهدف الاتفاق إلى إنشاء صندوق استثماري مشترك لإعادة إعمار أوكرانيا، في وقت تسعى فيه واشنطن لدعم الحلول السلمية للأزمة القائمة.

ووقع الاتفاقية كل من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ويوليا سفيريدينكو، النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني، وأكدت وزارة الخزانة أن الصفقة تعكس التزام إدارة ترامب بأوكرانيا حرة وذات سيادة ومزدهرة.

وأوضحت سفيريدينكو عبر منصة "X"، أن الاتفاق يشمل مساهمة أمريكية في الصندوق المشترك، إلى جانب مساعدات إضافية محتملة لأوكرانيا مثل أنظمة الدفاع الجوي، رغم أن واشنطن لم تعلق رسميًا على هذا البندن مضيفة أن الاتفاق يضمن احتفاظ أوكرانيا بحقها في تحديد ما تستخرجه من باطن الأرض وأين يتم ذلك، مع عدم تحميلها أي ديون تجاه الولايات المتحدة، وهو ما يتوافق مع الدستور الأوكراني ومساعي كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ورغم أهمية الاتفاق اقتصاديًا، إلا أنه لا يتضمن ضمانات أمنية مباشرة من الولايات المتحدة لأوكرانيا، على الرغم من أن ذلك كان من الأهداف الأولية للمفاوضات.

الموارد تحت السيطرة الروسية

ألحقت الحرب أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية في مختلف أنحاء أوكرانيا، وتسيطر روسيا حاليًا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وتُشير تقديرات مراكز الأبحاث مثل "نبني أوكرانيا" والمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية إلى أن حوالي 40% من الموارد المعدنية في أوكرانيا باتت الآن تحت السيطرة الروسية، دون تفاصيل إضافية.

وكانت منطقة دونيتسك قد شهدت خسارة منجم فحم الكوك الرئيسي، فيما سقط منجمان لليثيوم، أحدهما في دونيتسك والآخر في زابوريجيا، تحت سيطرة روسيا، ولا تزال أوكرانيا تحتفظ بسيطرتها على رواسب الليثيوم في منطقة كيروفوهراد بوسط البلاد.

إمكانات استثمارية مستقبلية

قال أوليكسي سوبوليف، النائب الأول لوزير الاقتصاد الأوكراني، في تصريحات مسبقة، إن الحكومة تعمل على عقد شراكات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في مشاريع لاستغلال المعادن الحيوية، مُقدّرًا إجمالي الإمكانات الاستثمارية للقطاع بين 12 إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2033.

وأعلنت هيئة الجيولوجيا الحكومية استعدادها لطرح حوالي 100 موقع تعدين للاستثمار المشترك، لكنها لم تفصح عن تفاصيل إضافية حول مواقع أو طبيعة هذه المشاريع.

ورغم ما تتمتع به أوكرانيا من قوة عاملة عالية الكفاءة وبنية تحتية متطورة نسبياً، أشار عدد من المستثمرين إلى تحديات تعيق الاستثمار في قطاع التعدين، أبرزها البيروقراطية التنظيمية المعقدة، وصعوبة الوصول إلى البيانات الجيولوجية، ومشاكل تخصيص الأراضي.

وأكدوا أن تطوير مشاريع المعادن الحيوية في البلاد يتطلب سنوات طويلة من العمل واستثمارات أولية ضخمة. 

اقرأ ايضا

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حرصًا على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام ...
التالى طقس أول مايو 2025.. أجواء دافئة نهارًا وبرودة ليلًا وأمطار محتملة على السواحل