خرجت المخرجة المغربية دمنة بونعيلات عن صمتها لتوضح الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تأخر عرض فيلم “روح”، الذي شارك فيه الفنانان سعد لمجرد وعبد الحفيظ الدوزي، وتم تصويره قبل أكثر من عقد من الزمن دون أن يرى النور حتى اليوم.
الفيلم الذي كان يرتقب أن يشكل نقلة نوعية في السينما المغربية، من خلال اقتحامه صنف الرعب بوجوه فنية معروفة في الساحة الموسيقية، ظل حبيس الأرشيف، ما أثار تساؤلات متكررة من جمهور لمجرد والدوزي عن مصيره.
وقالت المخرجة دمنة بونعيلات إنها تعتبر من واجبها الأخلاقي ألا تخرج أي عمل فني اشتغلت عليه دون حضور جميع الفنانين المشاركين فيه، مؤكدة أنها ليست في عجلة من أمرها، خاصة أن الفيلم إنتاج ذاتي ممول بشكل خاص، ولم يحصل على الدعم العمومي.
وأوضحت بونعيلات، في ندوة صحفية، أن فيلم “روح” الذي صور سنة 2014 لم يطرح في القاعات بسبب الأزمة القضائية التي يمر منها الفنان سعد لمجرد الذي يجسد بطولته، مشيرة إلى أن من بين شروط دفاعه الامتناع عن تقديم أي مشاهد لها علاقة بالمخدرات لمدة خمس سنوات.
وتابعت المخرجة ذاتها بأن الفيلم يتضمن مشاهد يظهر فيها لمجرد مع بعض الشخصيات الرئيسية وهم يتعاطون المخدرات، الأمر الذي جعلها تقرر الانتظار طيلة هذه الفترة احتراما لوضعيته، مبرزة أن قرار التأجيل لم يكن فقط لأسباب قانونية، بل جاء أيضا احتراما لأخلاقيات العمل الفني، وحرصا على إخراج الفيلم في ظروف مناسبة، تليق بمضمونه وبأسماء الفنانين الذين شاركوا فيه.
وشددت المتحدثة على أن التأجيل لم يكن بسبب عائق فني أو إنتاجي، بل جاء حفاظا على أخلاقيات المهنة واحتراما للوضعية القانونية للفنان المعني، مشددة على أن “العودة إلى المشروع أصبحت قريبة”، خصوصا أنه يعد تجربة مختلفة ومميزة في السينما المغربية، تجمع بين الرعب وعناصر التشويق بأسلوب غير مسبوق.
جدير بالذكر أن فيلم “روح”، الذي كان يرتقب أن يكون من أوائل أفلام الرعب المغربية، أثار اهتماما كبيرا لحظة الإعلان عنه، إلا أن غيابه المفاجئ عن الساحة جعل منه مادة لتكهنات طويلة.
وتدور أحداث الفيلم الذي صور بمدينة إفران، تحت إدارة فنية من إبراهيم الشكيري، حول قصة شباب يدرسون بالجامعة الأمريكية قرروا السهر بأحد المنازل احتفالا بانتهاء عامهم الدراسي، لكن سرعان ما سينقلب الاحتفال إلى مشاهد مرعبة بعد خوضهم ألعابا غريبة لتمضية الوقت.