في تطور خطير وغير مسبوق، تسبب الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي الذي ضرب إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، في توقف 4 مفاعلات نووية عن العمل تلقائياً، ما أثار قلق السلطات من احتمال وقوع أزمة أوسع.
وأكد مجلس السلامة النووية الإسباني، مساء الإثنين، أن المفاعلات السبعة العاملة في البلاد "في حالة آمنة"، وأن أنظمة الطوارئ عملت كما هو مخطط لها، من خلال تفعيل المولدات الاحتياطية فورًا لمنع أي تهديدات إشعاعية أو كارثية.
وبحسب المجلس، فقد توقفت أربعة مفاعلات تلقائيًا نتيجة الانقطاع المفاجئ للتيار، بينما اضطرت ثلاثة مفاعلات أخرى إلى تشغيل أنظمة الطوارئ للحفاظ على استقرارها وضمان عدم تعرضها لأي خلل.
انقطاع واسع النطاق.. والنتيجة: إعلان حالة الطوارئ
في أعقاب الأزمة، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد، مع السماح بتفعيل خطط الطوارئ في المناطق الأكثر تضرراً مثل مدريد والأندلس وإكستريمادورا.
كما طالبت السلطات المحلية الحكومة المركزية بتولي مسؤولية النظام العام، وسط اضطراب في وسائل النقل، شل حركة القطارات وتسبب في توقف شبكات الهاتف المحمول والإنترنت.
أزمة الطاقة: ماذا يحدث خلف الكواليس؟
كشف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن الانقطاع ناجم عن "مشكلة كبيرة في شبكة الكهرباء الأوروبية"، مشدداً على أن التحقيقات جارية لكشف الأسباب الحقيقية، وسط امتناع الحكومة عن استبعاد أي فرضية، بما في ذلك احتمالية وقوع هجوم سيبراني أو فشل تقني ضخم.
وقال سانشيز: "أطلب من المواطنين الامتناع عن التكهنات.. المعلومات الرسمية فقط ستحدد ما جرى".
وتعتبر هذه الحادثة واحدة من أكبر حالات انقطاع الكهرباء في أوروبا خلال العقدين الأخيرين، وتعيد إلى الأذهان هشاشة البنية التحتية الحيوية أمام الكوارث المفاجئة.
تداعيات محتملة ومخاوف مستجدة
يشير خبراء الطاقة إلى أن توقف المفاعلات النووية حتى ولو لفترة قصيرة يحمل تبعات اقتصادية وأمنية ضخمة، خصوصًا أن استئناف العمليات يتطلب إجراءات معقدة لضمان السلامة الكاملة.
ويخشى مراقبون أن يكون هذا الحادث مقدمة لموجة جديدة من الاهتمام الأمني بتأمين الشبكات الكهربائية والمفاعلات النووية في مواجهة التهديدات الإلكترونية أو الأعطال العابرة للحدود.
