البابا تواضروس , أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا، مراسلة وكالة الأنباء البولندية (P.A.P)، لقاءً خاصًا مع بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك خلال زيارته الرعوية الأولى إلى بولندا، حيث تولّى الدكتور آدم حسين الترجمة بين اللغتين العربية والبولندية.
أوضح قداسته أن الهدف الرئيسي من زيارته هو تفقد أبناء الكنيسة القبطية المقيمين في بولندا، الذين يبلغ عددهم نحو 400 شخص، بين طلاب وعائلات. وتقوم على خدمتهم كنيسة واحدة تابعة لإيبارشية وسط أوروبا بإشراف الأنبا جيوفاني. كما تخلل الزيارة لقاءات رسمية مع مسؤولين مصريين وبولنديين لتعزيز التعاون الثنائي.
البابا تواضروس يعبر عن حزنه لرحيل بابا الفاتيكان
خلال الحوار، عبّر قداسته عن حزنه لرحيل الب ابا فرنسيس، واصفًا إياه بـ”الصديق الحقيقي للإنسانية”، مؤكدًا أن العالم فقد خادمًا مخلصًا، لكنه ربح صديقًا في السماء. واستعاد تفاصيل آخر لقاء جمعه مع الراحل في مايو 2023 بساحة القديس بطرس، حيث قدّم له جزءًا من متعلقات شهداء الأقباط في ليبيا، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه.
وحول موضوع الوحدة المسيحية، شدد على أن التقارب بين الكنائس يتطلب تأسيس علاقات محبة، إلى جانب دراسات معمقة في التاريخ والعقيدة، وحوارات لاهوتية صادقة، مشيرًا إلى التقدم الذي تحقق في هذا المجال رغم العقبات التاريخية، مثل انقسام مجمع خلقدونية عام 451. كما أكد أهمية تعريف الكنيسة الكاثوليكية بالتراث القبطي الغني، سواء في الألحان القبطية أو في فنون الأيقونات والرهبنة المصرية.
الأقباط في الخارج وتحديات العصر الحديث
تطرق قداسته إلى أوضاع الأقباط في الخارج، مشيرًا إلى أن عددهم يقدّر بنحو ثلاثة ملايين قبطي من أصل تسعة ملايين مصري مغترب. وتوجد أكبر التجمعات في الولايات المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، مع حرص الكنيسة على متابعة شؤون أبنائها في المهجر، حتى في المناطق التي تضم عددا قليلا من الأقباط.
وفي حديثه عن التحديات التي تواجه الأسر المسيحية اليوم، أشار إلى الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف التعليم الجيد، فضلًا عن التأثير السلبي للإعلام الرقمي على قيم الشباب، مؤكدًا أن الكنيسة تقوم بدور أساسي في حماية الفكر ونقاء السلوك.
وفي الشأن الداخلي، شدد قداسته على أنه لا يوجد اضطهاد ديني حقيقي في مصر، مؤكدًا أن المسلمين والمسيحيين يعيشون في محبة وتعايش منذ قرون، وأن بعض التقارير الدولية التي تتحدث عن اضطهاد الأقباط تكون في كثير من الأحيان ذات أهداف سياسية. ودعا الجميع إلى زيارة مصر ورؤية الحقيقة بأنفسهم.
دعوة البابا تواضروس إلى الإيمان والمحبة في عالم مضطرب
في ختام اللقاء، وجّه قداسته رسالة روحية واضحة، مؤكدًا أن الدعم الحقيقي للإنسان يأتي من الإيمان بالله ومن الكنيسة، محذرًا من الانسياق وراء الشك والإلحاد. وأكد أن الجوع الحقيقي في العالم اليوم ليس للطعام بل للمحبة الصادقة، داعيًا الجميع إلى التمسك بالقيم الإيمانية وتعزيز روح المحبة في مواجهة تحديات العصر.
