شهدت بلدة لا غران كومب في جنوب فرنسا، حادث مروع راح ضحايتها شاب في مقتبل العمر يبلغ من العمر 23 عاماً، بعد أن قام شاب آخر بقتله من خلال تسديد له عدد من الطعنات بلغت 50 طعنة أدت إلى قتله في الحال.
طعنه 50 مرة
وتعود تفاصيل الواقعة المأسوية، عندما قام الشاب غاسمه أبو بكر، وهو مالي الجنسية بالذهاب ليصلي في مسجد “خديجة” الواقع في بلدة لا غران كومب، ليتفاجأ بالقاتل وهو يبلغ من العمر 20 عاماً وهو أصله من البوسنة بالهجوم عليه، لكن قبل تنفيذ جريمته الوحشية بدأ في الأول أنه يستعد للصلاة وما أن شرع الضحية في الصلاة حتى أقدم عليه وقام بطعنه نحو 50 مرة، وقام القاتل بتصوير جريمته عبر هاتفه مردداً شعارات ضد الإسلام. وفر لاحقه من المسجد ولا يزال حتى الآن طليق ولم يتم القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية.
وفي السياق ذاته، أدان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، مقتل الشاب طعنا داخل مسجد، وكتب بايرو في تغريدة عبر منصة إكس قائلاً: "قُتل أحد المصلين..وتم عرض الفظائع المعادية للإسلام في مقطع فيديو".
وأضاف:" نحن نقف إلى جانب أحباء الضحية، ومع الذين أصيبوا بصدمة بالغة. ويتم حشد موارد الدولة لضمان القبض على القاتل ومعاقبته".
المتهم لا يزال طليقا
وقال المدعي العام الإقليمي عبد الكريم جريني لوكالة فرانس برس إن المشتبه به لا يزال طليقا.
وأرسل المتهم مقطع الفيديو الذي صوره بهاتفه، والذي يظهر فيه الضحية وهو يتلوى من الألم، إلى شخص آخر، والذي قام بعد ذلك بمشاركته على إحدى منصات التواصل الاجتماعي قبل حذفه.
ولم تظهر عملية القتل نفسها في الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صُوّرت بكاميرات أمنية داخل المسجد. في تسجيله، لاحظ القاتل هذه الكاميرات، وسُمع يقول: "سيتم اعتقالي، هذا مؤكد".
وبحسب مصدر آخر طلب عدم ذكر اسمه، فإن المشتبه به لم يتم القبض عليه، لكن تم التعرف عليه كمواطن فرنسي من أصل بوسني وليس مسلما.
وقال المدعي العام غريني: "يجري البحث عن هذا الشخص بنشاط. هذه مسألة تؤخذ على محمل الجد".
وأضاف أنه "تم النظر في كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال أن يكون الهجوم عملاً ذا بعد معادٍ للإسلام".
وأكد أن النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تدرس إمكانية تولي القضية.
وكان الضحية والمهاجم بمفردهما داخل المسجد لحظة وقوع الحادث. ولم يتم العثور على جثة الضحية إلا في وقت لاحق من الصباح عندما وصل المصلون الآخرون إلى المسجد لأداء الصلاة.
وفقًا للمدعي العام جريني، كان الضحية، الذي يتراوح عمره بين 23 و24 عامًا، من رواد المسجد. ولم يُشاهد القاتل هناك من قبل.
وبحسب عدة أشخاص تحدثت إليهم وكالة فرانس برس في مكان الحادث، فإن الضحية كان شابا وصل من مالي قبل بضع سنوات وكان "معروفا للغاية" في القرية، حيث كان يحظى باحترام كبير.
وتعاني منطقة لا جراند كومب، وهي مركز تعدين سابق يقع على بعد حوالي 10 كيلومترات من بلدة أليس، من أحد أعلى معدلات البطالة في فرنسا بعد انتهاء تعدين الفحم.
