أخبار عاجلة
أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 -

مشاريع فنية أوروبية توثّق همومًا مغربية في "ملتقى قمرة السينمائي"

مشاريع فنية أوروبية توثّق همومًا مغربية في "ملتقى قمرة السينمائي"
مشاريع فنية أوروبية توثّق همومًا مغربية في "ملتقى قمرة السينمائي"

أبدت مشاريع سينمائية دولية، تشارك في الدورة الحادية عشرة من ملتقى قمرة السينمائي بالدوحة، اهتمامًا ببعض القضايا التي يتناولها المغاربة وتُعدّ “همومًا وطنية محلية”، من قبيل مسألة حقوق الإنسان، والنضال النسائي، وقضية الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، وتحديدًا إسبانيا. ويتعلق الأمر بالفيلم الوثائقي “فاطنة، امرأة اسمها رشيد” للمخرجة الفرنسية هيلين هاردر، والفيلم الروائي الطويل “مدينة لا تنام” للمخرج الإسباني غييرمو غارسيا لوبيز.

وشدّد المخرجان معًا، اليوم الإثنين، خلال فعاليات قمرة 2025، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، على “استئثار هذه القضايا باهتمامهما”، معتبرَين في تصريحات متشابهة أن تسليط الضوء عليها يقدّم لها خدمة جليّة، ويُعيد فتح بعض الملفات، ويُغيّر التصوّرات السائدة بشأنها، خصوصًا المشاركة السياسية للنساء خلال مرحلة “سنوات الجمر والرصاص” بالنسبة لهاردر، وكذا متاعب مهاجرين مغاربة في إسبانيا إلى جانب غجر الروما بالنسبة لغارسيا لوبيز.

تسهيلات تشجيعية

وقالت المخرجة الفرنسية، التي قرّرت توثيق حياة الفاعلة السياسية والحقوقية البارزة فاطنة البويه، التي قضت خمس سنوات في المعتقل خلال سبعينيات القرن الماضي، إنها “تلقت إسنادًا من طرف السلطات الثقافية المغربية، وكذا الإعلام العمومي، ممثَّلًا في القناة الثانية المغربية”، معتبرةً أن “تسليط الضوء على رحلة فاطنة يُبيّن التغيير الذي تمكّنت هذه المناضلة من إحداثه سواء في المغرب أو في المنطقة بشكل عام، لأن تأثيرها كان واسعًا”.

وأوردت هيلين أن “كثيرين يمكنهم التعلّم انطلاقًا مما قامت به فاطنة”، مشددةً على أن السينما، وهي تقدم تجارب بشرية، تُعدّ “أداة قوية لإرساء التغيير”، وقالت: “نحكي قصة مغربية دافعت عن السجناء السياسيين، وعن حقوق الإنسان وحقوق النساء، ومازالت تناضل على عدة جبهات لإحداث التغيير في بلدها؛ أنا محظوظة بأنني أتولى سرد قصتها، فهي رئيسة مهرجان عكاشة، ورئيسة جمعية حلقة وصل سجن–مجتمع التي تنظمه”.

وترى المخرجة الأوروبية أن موضوع سنوات القمع خلال السبعينيات والثمانينيات مازال “حساسًا” في المغرب، مشيرةً إلى أن العمل إلى جانب كاتبة “حديث العتمة” (2001) “استغرق عشر سنوات”، وأضافت: “كان علينا، في مرحلة ما، أن نجري عملية استرجاع للمرحلة التي انتعشت فيها النضالات الحقوقية لفاطنة، وامتدادها حتى زمن الناس هذا”، في مزج بين سرد الوقائع وتوثيقها في مادة سينمائية.

وتشارك هيلين هاردر بالنسخة النهائية من عملها (90 دقيقة) في “قمرة” ضمن فئة “مرحلة ما بعد الإنتاج” الخاصة بالأفلام الوثائقية أو الروائية الطويلة، وشدّدت، في حديثها، على أن “الملتقى يوفّر فرصة مهمة للغاية للتواصل مع مبرمجين وموزعين، ومع مختلف العاملين في القطاع السينمائي، لنضمن بالفعل مسارًا للعمل”، الذي يحاول تقديم شهادة عن مناضلة مغربية لم تُبدّد المتاعبُ طموحَها.

واعتُقلت البويه أواخر السبعينيات وعمرها 21 سنة، أي سنة 1977، بتهمة “المسّ بأمن الدولة”، التي كانت رائجة آنذاك. وكانت البويه منتمية إلى تيارات اليسار الجذري، وعنوان عمل المخرجة الفرنسية مستوحى من الترجمة الفرنسية لكتابها (حديث العتمة)، الذي حمل عنوان Une femme nommée Rachid، وذلك في إشارة إلى “رشيد” الذي اختاره لها حرّاس السجن وقتها، وظلوا ينادونها به.

هموم تعبُر الحدود

اختار المخرج الإسباني غييرمو غارسيا لوبيز، في فيلم “مدينة لا تنام”، طرح أحد المواضيع التي يعتبرها “حسّاسة في السياق الإسباني”، وتتعلّق بالهجرة وما ينجم عنها من “تهميش، يتقاطع فيه المهاجرون المغاربة مع غجر الروما الذين يعيشون ضواحي مدريد”، معتبرًا أن “التلاقي في قلب التهميش يولّد مخاطر بالنسبة لتوني الغجري (15 سنة)، متعلقة بالطرد، وهذا ما تعكسه العلاقة بينه وبين صديقه المقرّب بلال المغربي”.

وأوضح غارسيا لوبيز أن “الأمر يتعلّق بالصراع حول الماضي والحاضر ومستقبل المدينة التي تتطوّر أمام أعين توني”، مبرزًا أن “الغاية كذلك هي تسليط الضوء على رحلة الهجرة المعقدة (غير النظامية) من المغرب نحو إسبانيا”، وقال: “نحاول تغيير القوالب النمطية عن الهجرة القادمة من المغرب وغيره. أوروبا استعمرت الكثير من الشعوب، وعليها اليوم مؤازرتها وأن توفّر لها الاستقبال الكافي للاستقرار والعيش بسلام”.

وأفاد المخرج الإسباني بأن “التراب الإيبيري استقبل، خلال التسعينيات، موجة كبيرة من المهاجرين القادمين من المغرب.. لكن تخطي الحدود لا يعني النهاية، كما أن الحصول على الوثائق الرسمية بالبلد المضيف ليس غاية دائمًا”، وأضاف موضحًا: “توجد رحلات كثيرة متواصلة نحو فرنسا عابرة من إسبانيا”، وزاد: “رحلة العبور طويلة، ومكلفة، ومليئة بالآلام، وهذا ما كنت أحاول توضيحه من خلال الكثير من الأعمال التي اشتغلت عليها”.

وتشارك النسخة النهائية من الفيلم في “قمرة” ضمن فئة “مرحلة ما بعد الإنتاج” أيضا، لكن بالنسبة للأعمال الروائية الطويلة. وتقع أحداث “المدينة التي لا تنام” (إسبانيا، فرنسا، قطر – 97 دقيقة) في “لا كندا ريال”، ضواحي مدريد، حيث “تنهار حياة تونينو البالغ من العمر 15 عامًا، بينما يستعد صديقه المقرّب للرحيل، ما يضع فهمه للمنزل، والصداقة، والأساطير الغجرية التي شكّلت طفولته على المحكّ”، وفق مؤسسة الدوحة للأفلام.

ويُعتبر عمل “فاطنة، امرأة اسمها رشيد” و”المدينة التي لا تنام” من ضمن 49 عملًا مشاركًا في ملتقى قمرة السينمائي 2025، الممتد من 4 إلى 9 أبريل؛ وقد حظيا بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام ضمن فئة الأعمال الدولية. ويوفّر الحدث إرشادًا لأصحاب المشاريع الواعدين من أكثر من 20 بلدًا. وتقول المؤسسة المنظمة إن “البرنامج يضمّ هذا العام 16 مشروعًا لصنّاع أفلام قطريين ومقيمين في قطر”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. الأهلي يواجه الهلال السوداني.. تعرف على الموعد والقناة الناقلة
التالى كوتيسا يعلن رحيله عن سيرفيت بنهاية الموسم.. ووكيله: حصرنا الاختيار بين 3 أو 4 أندية