في تصريحات تفتح الباب على مصراعيه أمام نقاشات حول مستقبل الحرب والاتفاقات المحتملة، أطلق فولوديمير زيلنسكي الرئيس الأوكراني مواقف صارمة تؤكد تمسكه الكامل بوحدة الأراضي الأوكرانية، رافضًا أي حلول تنتهك الدستور أو تكرّس واقع الاحتلال.
كما شدد زيلينسكي على أهمية الضغط الدولي على روسيا، مطالبًا بوقفٍ كامل وغير مشروط لإطلاق النار كشرط أساسي لأي حوار سياسي مقبل.

لا مساومة على الأرض.. والدستور خط أحمر
قال زيلنسكي بشكل قاطع إن المواقف الأوكرانية في ما يخص الأراضي المحتلة لا يمكن أن تتعارض مع الدستور، مؤكدًا أن تلك الأراضي محتلة مؤقتًا ولا يمكن لأي حكومة أو طرف في كييف التنازل عنها. وأضاف: كل بقعة من ترابنا هي جزء من كرامتنا الوطنية، ولن نفرط فيها تحت أي ظرف.
رد على ترامب: لدينا شعب وجيش حتى لو نقص السلاح
وفي رد ضمني على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي شكك فيها بقدرة أوكرانيا على استعادة القرم عسكريًا، قال زيلنسكي: "ربما لا نملك الأسلحة الكافية، لكننا نملك ما هو أقوى "شعبٌ لا ينهزم وجيشٌ يقاتل عن قناعة".
وقف إطلاق النار أولًا.. ثم نتحدث
أوضح زيلنسكي أن أي حوار مع روسيا يجب أن يُبنى على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، مشيرًا إلى أن هذه هي الإشارة الحقيقية التي تنتظرها كييف لبدء أي محادثات.
وأضاف: "نحن مستعدون لأي صيغة، مع أي طرف، وفي أي وقت بشرط أن تأتي موسكو برسالة سلام حقيقية".
ضمانات أمنية على غرار إسرائيل
كشف زيلنسكي عن مباحثات جارية مع الشركاء الأوروبيين بشأن الحصول على ضمانات أمنية قوية، مشيرًا إلى أمله في أن تصل تلك الضمانات إلى مستوى الاتفاقات الأمنية التي تتمتع بها إسرائيل مع الولايات المتحدة، قائلا: "نحتاج إلى التزامات حقيقية تردع أي تهديد مستقبلي".
عضوية الناتو: ليست لعبة بيد روسيا
في رسالة موجهة إلى الكرملين، قال زيلنسكي إن أوكرانيا لن تسمح لروسيا بالتحكم في خياراتها السيادية، مؤكدًا أن عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليست خاضعة لحق فيتو روسي، مضيفا: "نحن من يقرر مستقبلنا وروسيا لن تُملي علينا اختياراتنا".
بهذا الخطاب الحازم، يرسم زيلنسكي الخطوط الحمراء في أي مفاوضات قادمة، مؤكدًا أن لا سلام دون احترام السيادة، ولا استقرار دون محاسبة المعتدي.
وبينما تتجه الأنظار إلى الكرملين، يبقى السؤال: هل تلتقط موسكو الإشارة أم أن الحرب لا تزال في بداياتها؟