الجمعة 25 ابريل 2025 | 03:00 مساءً

الدولار الأمريكي
يتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل أول مكاسبه الأسبوعية منذ منتصف مارس، مدفوعًا بإشارات إلى تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعد أن منحت بكين إعفاءات جمركية على بعض الواردات الأمريكية، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لاحتواء الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وشهد الدولار هذا الأسبوع تقلبات ملحوظة وسط مؤشرات متضاربة بشأن العلاقة بين واشنطن وبكين، ففي حين صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي بأن المحادثات المباشرة مع الصين جارية بالفعل، مؤكدًا أن الرئيس الصيني شي جين بينج تواصل معه شخصيًا، بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري، في المقابل، أبدت بكين شكوكها تجاه الرواية الأمريكية، رغم ما أظهرته من انفتاح عبر منح إعفاءات من تعريفات تصل إلى 125%، ومطالبة الشركات بتحديد السلع الأساسية المؤهلة لذلك.
الدولار الأمريكي
على خلفية هذه التطورات، ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات بنسبة 0.1% خلال تداولات الجمعة، ما يدفعه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.3% هي الأولى له منذ أكثر من شهر.
وقالت فيونا سينكوتا، خبيرة استراتيجية السوق لدى "سيتي إندكس"، إن الأسواق تشهد اتجاهًا نحو وقف التصعيد، لكن من المبكر جدًا الحديث عن تعافٍ حقيقي في أداء الدولار، مشيرة إلى أن الصورة الكبرى لا تزال تفتقر إلى الوضوح الكافي لإعادة تدفقات المستثمرين بشكل كامل، خاصة بعد انخفاض العملة الأمريكية بنحو 4% منذ إعلان الرسوم الجمركية في 2 أبريل.
وسجّل الدولار مكاسب واضحة أمام العملات التقليدية الآمنة، إذ ارتفع بنسبة 0.5% أمام الين الياباني ليصل إلى 143.29، وبالنسبة ذاتها أمام الفرنك السويسري عند 0.828 فرنك، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.3% ليبلغ 1.1358 دولار، كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.331 دولار، رغم بيانات مبيعات التجزئة القوية التي فاجأت الأسواق البريطانية.
وتأتي هذه التحركات بعد أن تسببت تصريحات متباينة للرئيس ترامب في إحداث تذبذب كبير في الأسواق، حيث لوّح في بداية الأسبوع بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بسبب بطء وتيرة خفض الفائدة، قبل أن يتراجع لاحقًا ويؤكد أنه لا يعتزم استبداله، ما أعاد شيئًا من الاستقرار إلى الأسواق.
المحادثات التجارية بين أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان
في تطور موازٍ، حققت الولايات المتحدة تقدمًا مبدئيًا في المحادثات التجارية مع كل من كوريا الجنوبية واليابان، حيث أفاد وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو بعد اجتماع مع نظيره الأمريكي أن المحادثات لم تتطرق إلى أهداف العملة، رغم اتهامات ترامب السابقة لطوكيو بأنها تتعمد إضعاف الين لتعزيز الصادرات.
ومن المقرر أن يلتقي كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الاقتصاد، مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في جولة ثانية من المفاوضات الأسبوع المقبل، وسط ترقب لنتائج ملموسة قد تؤثر على توجهات الأسواق.
وفي اليابان، أكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا التزام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة تدريجيًا في حال اقتراب التضخم الأساسي من الهدف البالغ 2%، مشيرًا إلى ضرورة متابعة آثار الرسوم الأمريكية على الاقتصاد العالمي، متوقعًا أن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل المقرر أن ينتهي في الأول من مايو.
ورغم الإشارات الإيجابية، حذّر محللون من أن النمو الاقتصادي الأمريكي لا يزال معرضًا لضربة محتملة بسبب تداعيات الرسوم، مما يعني أن الأسواق قد تبقى عرضة لتقلبات مرتفعة، وضغوط على الأسهم، وضعف في الثقة تجاه استمرار صعود الدولار.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.