تلقّى شارات أكاديمية المملكة المغربية أربعة أعضاء جدد، خلال آخر أيام الدورة الخمسين للأكاديمية التي ناقش خلال أيامها الثلاثة أعضاؤها المقيمون والشرفيون، المُنتقون من مشارب علمية متعدّدة من أربع قارات، موضوع “الإيقاع المتسارع للتاريخ”.
وألقى خطابات قبول عضوية أكاديمية المملكة المغربية، الخميس، كل من الأكاديميين عمر بوم، كيفين راينهارت، وجون ماكنيل، وعزيز إسماعيل، بعدما ألقى خطاب قبول العضوية، أمس الأربعاء، رومانو برودي، الأكاديمي الذي سبق أن ترأس المفوضية الأوروبية، وترأس وزراء إيطاليا مرتين، وهو متخصّص في الاقتصاد درّس في جامعات إيطالية وأخرى أمريكية مثل هارفارد.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية قال عمر بوم، أستاذ الأنثروبولوجيا والتاريخ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، وهو ابن مدينة أقا المغربية، إن هذا التعيين “تتويج لسنوات من العمل حول المغاربة اليهود هنا بالبلاد، وفي العالم”، مردفا: “أنا شاكر لوالديّ، أبي رحمه الله وأمي حفظها الله، وعائلتي، وشاكر لأني رشّحت من طرف جلالة الملك محمد السادس”.
ورأى بوم في هذا التعيين عضوا مقيما بأكاديمية المملكة احتفاء بأنثروبولوجي عمل حول “حوار المسلمين واليهود حول العالم”، واهتم بالرابط مع تاريخ المغرب.
كيفين راينهارت، أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية دارثموت الأمريكية، صرح لهسبريس بأن له شرفا كبيرا في أن يكون جزءا من أكاديمية المملكة المغربية، مضيفا: “هذا أمر دال ورائع بالنسبة لي، لأن بدايتي كانت هنا، وبعد كل هذه السنوات أكملت دائرة كاملة وأنا الآن بالمغرب”.
وواصل المتحدث ذاته: “أنا مهتم بالدراسات الإسلامية، جزئيا لأنه عندما كنت أدرس في السنة من دراساتي العليا كنت جزءا من برنامج هنا بالمغرب سنة 1971، وأول تعرضي للإسلام العربي كان هنا، وأثار اهتمامي كثيرا، فاستمررت ونلت شهادة الباكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والعربية، وناقشت أطروحتي للدكتوراه بجامعة هارفارد في دراسة الدين”.
أما المفكر الذي درّس بكينيا والولايات المتحدة عزيز إسماعيل، المولود بكينيا البريطانية (زمن الاستعمار) لأبوين هنديين، فسجّل في تصريحه لهسبريس كونه يشرف بتعيينه في أكاديمية المملكة المغربية، وزاد: “هذا يتيح لي فرصةً للإسهام بما أستطيعه (…) وأملي أن يكون للأفكار (…) أثر واسع في الثقافة العامة، لقناعتي القوية بأن هذه هي مهمة الفكر”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية ذكر جون ماكنيل، الأستاذ بجامعة جورج تاون الأمريكية، أن تعيينه عضوا بأكاديمية المملكة المغربية “من أكبر ما شرّفت به في حياتي”، قبل أن يتحدّث عن خطاب قبوله الذي قدّمه ككلّ الأعضاء في موضوع تخصصه في التاريخ الطبيعي.
تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية المملكة المغربية المؤسسة سنة 1977 أعيد تنظيمها سنة 2021 برسم القانون رقم 74.19، وألحق بها المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، وأحدث في إطارها “المعهد الأكاديمي للفنون” و”الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة”.
وتناط بالأكاديمية مهمة “الإسهام في تحقيق التقدم الفكري والعلمي والثقافي للمملكة”، كما تعمل، في ضوء المرجعيات الدستورية والتوجهات العامة للدولة، على “التعريف بمقوّمات الهوية الوطنية بكل مكوناتها وروافدها، وعلى نشر القيم والمبادئ الكونية المرسِّخَة للحوار بين الثقافات والحضارات”.
ومن أدوار الأكاديمية تقديم كل اقتراح أو توصية للسلطات والهيئات العمومية، ولاسيما تلك المكلفة بالتربية والتكوين والثقافة والبحث العلمي، بهدف التحفيز على تنمية المعرفة والإبداع الفكري والفني، وتطوير البحث العلمي، والإسهام في نشر الأعمال العلمية المتميّزة، باسمها، والإسهام في التعريف بتاريخ المغرب عبر دعم وتشجيع ونشر الدراسات والأبحاث ذات الصلة بالمجال، والإسهام في ترجمة المؤلفات والدراسات والأبحاث العلمية المرجعية الأصيلة في مجال اختصاصها، والإسهام في تنمية الإبداع الفني والاعتناء بالفنون والتراث الفني المغربي الأصيل بكل روافده وتعبيراته”.