أصيب عدد من المدنيين بجروح، يوم الخميس، إثر قصف مدفعي نفذته ميليشيات حزب الله اللبناني على بلدة "المصرية" في ريف القصير بمحافظة حمص، قرب الحدود السورية اللبنانية، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام رسمية سورية، في تطور يعيد فتح ملف الخلافات بين الجيش السوري وحزب الله.
وذكرت قناة "الإخبارية السورية" أن القصف أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين، دون تحديد عددهم أو طبيعة الإصابات، فيما أشار شهود محليون إلى سقوط قذائف على منازل سكنية، ما تسبب في أضرار مادية وحالة من الهلع بين السكان.
وزارة الدفاع السورية: قصف استهدف مواقع للجيش السوري
في تصريحات لوكالة "سانا"، أكد مصدر رسمي في وزارة الدفاع السورية أن الميليشيات التابعة لحزب الله أطلقت خمس قذائف مدفعية من داخل الأراضي اللبنانية، استهدفت نقاطًا للجيش العربي السوري في منطقة القصير، غرب محافظة حمص.
وأوضح المصدر أن الجيش السوري ردّ بشكل مباشر على مصادر النيران، بعد رصد المواقع التي انطلقت منها القذائف، مؤكدًا أن "أي اعتداء من خارج الحدود لن يُترك دون ردّ".
خلافات سابقة وتوتر متجدد
الحادثة تأتي بعد أسابيع من تصعيد مماثل، إذ شهدت الحدود السورية – اللبنانية في مارس الماضي مواجهات عنيفة بين الجيش السوري وعناصر من حزب الله، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وفق بيانات رسمية.
واتهمت وزارة الدفاع السورية آنذاك حزب الله بتنفيذ عمليات تسلل وقتل لجنود سوريين داخل الأراضي السورية، إضافة إلى قصف مدفعي طال عدة مناطق في ريف حمص، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن عسكريين اثنين، وفق المصادر العسكرية.
هل يتفجّر الصراع بين الحلفاء؟
ورغم أن حزب الله يشكل حليفًا رئيسيًا للسلطات السورية منذ اندلاع الأزمة عام 2011، فإن الخلافات الميدانية بين الطرفين بدأت تطفو إلى السطح بشكل واضح، خصوصًا في المناطق الحدودية التي تعد شديدة الحساسية استراتيجيًا لكل من دمشق وبيروت.
ويرى مراقبون أن غياب التنسيق الكامل على الأرض، وتضارب المصالح بين الميليشيات الحليفة والقوات النظامية، قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل الضغوط الدولية على التواجد المسلح غير النظامي في سوريا.