أخبار عاجلة
بدرية طلبة تخطف الأنظار في حفل عيد ميلادها -

الصين تطلب ضمانات بعدم استخدام مغناطيسات روبوت تسلا الشبيه بالإنسان لأغراض عسكرية

الصين تطلب ضمانات بعدم استخدام مغناطيسات روبوت تسلا الشبيه بالإنسان لأغراض عسكرية
الصين تطلب ضمانات بعدم استخدام مغناطيسات روبوت تسلا الشبيه بالإنسان لأغراض عسكرية

في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا والتجارة، أثارت الصين مخاوف جديدة بشأن استخدام مغناطيسات العناصر الأرضية النادرة في روبوتات تسلا الشبيهة بالإنسان، والمعروفة باسم "أوبتيموس".

ووفقًا لتقرير نشرته رويترز،  أمس الأربعاء، أعرب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، عن قلقه من القيود الصينية على تصدير هذه المغناطيسات، مؤكدًا أن الروبوتات لن تُستخدم لأغراض عسكرية. 

تسلط هذه المطالبة الضوء على التوترات الجيوسياسية المستمرة والمنافسة التكنولوجية بين القوتين الاقتصاديتين، فضلًا عن التحديات التي تواجهها الشركات الأمريكية في السوق الصينية. 

ونستعرض في السطور التالية خلفية هذا الطلب الصيني، ودوافعه، وتداعياته المحتملة على العلاقات التجارية والتكنولوجية بين البلدين.

المنافسة التكنولوجية والعناصر الأرضية النادرة
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تُعد الصين أكبر منتج ومصدر للعناصر الأرضية النادرة في العالم، وهي مواد حيوية تُستخدم في تصنيع المغناطيسات القوية الموجودة في العديد من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الروبوتات، السيارات الكهربائية، والأسلحة العسكرية. 

تسيطر الصين على حوالي 80% من إمدادات هذه العناصر عالميًا، مما يمنحها نفوذًا كبيرًا في الأسواق الدولية. في السنوات الأخيرة، استخدمت الصين هذا النفوذ كأداة جيوسياسية، حيث فرضت قيودًا على تصدير هذه المواد ردًا على التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى (2017-2021).

وقالت التايمز إن روبوت "أوبتيموس" الذي تطوره تسلا هو مشروع طموح يهدف إلى إنشاء روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على أداء مهام متنوعة في المصانع، المنازل، وحتى البيئات الصناعية. تعتمد هذه الروبوتات على مغناطيسات قوية مصنوعة من العناصر الأرضية النادرة لتشغيل أنظمتها الحركية والميكانيكية. ومع تزايد القلق العالمي بشأن استخدام التقنيات المتقدمة في الأغراض العسكرية، بدأت الصين في الضغط على الشركات الأمريكية مثل تسلا لتقديم ضمانات بعدم تحويل هذه التقنيات إلى تطبيقات عسكرية.

دوافع الصين: الأمن القومي والمنافسة التكنولوجية

تأتي مطالبة الصين بضمانات من تسلا في سياق أوسع من التوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تصعيدًا في الحروب التجارية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية متبادلة وقيود على تصدير التقنيات الحساسة. خلال ولاية ترامب الأولى، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على شركات صينية مثل هواوي، مما دفع الصين إلى تعزيز استقلالها التكنولوجي والرد بقيود على تصدير العناصر الأرضية النادرة.

وفقًا لتقرير التايمز، أطلقت الصين نموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، مما شكل تحديًا مباشرًا لنظيره الأمريكي "شات جي بي تي". ردًا على ذلك، أعلن ترامب عن مشروع "ستارغيت" لتسليح الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الهيمنة التكنولوجية الأمريكية، مما زاد من مخاوف الصين بشأن استخدام التقنيات الأمريكية في الأغراض العسكرية. في هذا السياق، يمكن تفسير طلب الصين من تسلا كجزء من استراتيجية أوسع للحد من المخاطر الأمنية المحتملة الناتجة عن تقنيات الروبوتات المتقدمة.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الصين إلى حماية مصالحها الاقتصادية. تسلا لديها حضور كبير في السوق الصينية، حيث تدير مصنعًا رئيسيًا في شنغهاي ينتج مئات الآلاف من السيارات الكهربائية سنويًا. أي تصعيد في التوترات التجارية قد يؤثر على عمليات تسلا في الصين، مما يجعل طلب الضمانات بمثابة إجراء احترازي لضمان الامتثال والحفاظ على العلاقات التجارية.

رد تسلا والتحديات التي تواجهها

وأكد إيلون ماسك، في تصريحات نقلتها رويترز، أن روبوتات "أوبتيموس" لن تُستخدم لأغراض عسكرية، مشيرًا إلى أن القيود الصينية على تصدير المغناطيسات أثرت على إنتاج الروبوتات. ومع ذلك، فإن تقديم مثل هذه الضمانات يطرح تحديات كبيرة. أولًا، يصعب التحقق من الاستخدام النهائي للتقنيات المتقدمة، خاصة إذا تم نقلها إلى أطراف ثالثة. ثانيًا، قد تواجه تسلا ضغوطًا من الحكومة الأمريكية، التي قد ترى في هذه الروبوتات إمكانات عسكرية محتملة، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة مع الصين.

علاوة على ذلك، تعتمد تسلا بشكل كبير على السوق الصينية، التي تمثل حوالي 30% من مبيعاتها العالمية. أي قيود إضافية على تصدير العناصر الأرضية النادرة قد تؤدي إلى اضطرابات في سلسلة التوريد، مما يؤثر على إنتاج السيارات الكهربائية وروبوتات "أوبتيموس". في الوقت نفسه، تسعى تسلا إلى تنويع مصادرها للعناصر الأرضية النادرة، ولكن هذا التحول يتطلب استثمارات كبيرة ووقتًا طويلًا.

التداعيات: التجارة والأمن العالمي

فيما ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن طلب الصين من تسلا تقديم ضمانات له تداعيات بعيدة المدى على العلاقات التجارية والأمن العالمي. أولًا، يعكس هذا الطلب تصاعد التوترات في الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى كل منهما إلى الحد من اعتمادها على الطرف الآخر في التقنيات الحيوية. ثانيًا، قد يشجع هذا الطلب دولًا أخرى على فرض قيود مماثلة على الشركات الأجنبية، مما يزيد من تعقيد سلاسل التوريد العالمية.

على صعيد الأمن، يثير الطلب تساؤلات حول إمكانية استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر في الصراعات العسكرية المستقبلية. 

في تقرير نشرته بي بي سي في أبريل 2023، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في سباق التسلح، مشيرة إلى أن هذه التقنيات قد تؤدي إلى تحولات جذرية في طبيعة الحروب. في هذا السياق، يمكن أن يُنظر إلى طلب الصين كمحاولة للحد من هذه المخاطر، ولكنه قد يعيق أيضًا التقدم التكنولوجي في مجالات مدنية.

ويرى المراقبون أن طلب الصين من تسلا ضمانات بعدم استخدام مغناطيسات روبوت "أوبتيموس" لأغراض عسكرية يمثل فصلًا جديدًا في المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين. يعكس هذا الطلب مخاوف الصين من التطبيقات العسكرية المحتملة للتقنيات الأمريكية، فضلًا عن رغبتها في الحفاظ على نفوذها في سوق العناصر الأرضية النادرة. بالنسبة لتسلا، يضع هذا الطلب الشركة في موقف حساس، حيث يتعين عليها التوفيق بين متطلبات السوق الصينية والضغوط السياسية من الولايات المتحدة.

مع استمرار تصاعد التوترات التجارية والتكنولوجية، ستظل مثل هذه القضايا في صدارة النقاش العالمي. قد تكون هذه الخطوة من الصين إشارة إلى مستقبل تُفرض فيه قيود أكثر صرامة على التقنيات المتقدمة، مما يتطلب من الشركات مثل تسلا تطوير استراتيجيات جديدة للتكيف مع هذا الواقع الجيوسياسي المعقد، وفقا لبي بي سي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وقف الدعم على البطاقات التموينية لهذه الفئـة من المواطنين نهائيا .. تفاصيل
التالى لو بتشحن بـ100 جنيه.. تحذير عاجل من الحكومة لأصحاب عداد الكهرباء الكارت لهذا السبب