أخبار عاجلة
طريقة عمل البيتزا الإيطالية في المنزل -
علماء مغاربة: البابا رجل السلام -
"لبؤات الفوتسال" يكتسحن ناميبيا -

ندوة فكرية تتناول الحرص العلوي على حماية مصالح الجالية المغربية بالخارج

ندوة فكرية تتناول الحرص العلوي على حماية مصالح الجالية المغربية بالخارج
ندوة فكرية تتناول الحرص العلوي على حماية مصالح الجالية المغربية بالخارج

بغرض رصد “التّراص” في ما يتعلق بالعناية بالمغاربة المقيمين بالخارج ضمن بنيات الملكية العلوية في المغرب ومدى حضور “طابع الاستمرارية والتماسك في هذا المجال”، نظّم النادي الدبلوماسي المغربي، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، مساء الثلاثاء، ندوة فكرية حول “اهتمامات الملوك العلويين بمغاربة العالم”، تناولت فعالية السياسات العمومية المعتمدة لتلبية حاجياتهم قبل الاستقلال وبعده.

هندسة ملكية جديدة

خالد الشرقاوي السموني، أستاذ جامعي مختص في قضايا مغاربة العالم مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، تحدث عن “العناية” بمغاربة العالم خلال فترة الملك محمد السادس، متطرّقا إلى كافة المراحل منذ أول خطاب للملك بمناسبة تقلده العرش في 30 يوليوز 1999، إلى غاية خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في نونبر 2024، معتبرا أن هذه “هندسة ملكية جديدة لتدبير شؤون الجالية”.

وأورد الشرقاوي السموني أن الملك أكد في الخطاب “على أهمية الدور الذي يقوم به أبناء الجالية المغربية، باعتبارهم سفراء للمغرب، في الدفاع الدائم عن القضية الوطنية، وأكد أيضا ضرورة إصلاح الهيئات المكلفة بتدبير شؤون الجالية، ويتجلى ذلك في إعادة هيكلة مجلس الجالية المغربية بالخارج وإحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج” مبرزا أن “الجالية المغربية في جميع أنحاء العالم معروفة بوطنيتها الحماسية، وارتباطها الوثيق بثوابت الأمة، ودفاعها المستميت والثابت عن القضية الوطنية”.

وشدد الشرقاوي السموني على أن “المغاربة المقيمين في الخارج شكلوا دائما رافعة ذات قيمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويولون اهتماما بشدة بتنمية بلدهم الأصلي ويطمحون إلى المساهمة بشكل أكبر في ذلك، لا سيما فيما يتعلق بالاستثمارات ونقل المهارات والكفاءات”، مسجلا أن خطاب 6 نونبر جاء بتوجيهات هامة لمراجعة وتحديث الإطار المؤسساتي الخاص بالجالية المغربية بالخارج، بهدف تجاوز الإكراهات التي تعيق أداء المؤسسات الحالية”.

وتشمل هذه الإصلاحات، وفق المتحدث ذاته، إعادة هيكلة مجلس الجالية المغربية بالخارج بما يعزز دوره الاستشاري ويضمن تمثيلية أوسع للمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا إحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، التي ستسهر على تنفيذ السياسة الوطنية في قطاع الجالية، مبرزا أنه “مع تزايد عدد المغاربة المقيمين بالخارج، واحتياجاتهم المتنوعة، بات من الضروري إحداث مؤسسة موحدة ذات طابع مستقل وفعّال، تسهم في تمكين الجالية من المشاركة الفعلية في صنع القرار الوطني”.

وسجل الأكاديمي نفسه أن “الهدف من هذا الإصلاح هو إعادة تجميع المسؤوليات المتفرقة بين عدد كبير من الجهات التي لها علاقة بتدبير شؤون الجالية، مما قد يساعد على عقلنة وترشيد المتدخلين في مجال الجالية، كما من شأنه أن يحدث تحولا جديدا ضمن هندسة ملكية تروم إصلاح الهيئات المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج”، معتبرا أن هذا “يسهم في تطوير سياسات أكثر تكاملا وشمولية تواكب تطلعات المغاربة في الخارج وتدعم انخراطهم في التنمية وتنفيذ الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز الروابط بين المغاربة في الخارج ووطنهم الأم، وضمان مواكبة مستدامة لقضاياهم، وتعزيز إشراكهم في بناء مستقبل المغرب”.

“عناية حسنيّة”

السفير عبد الوهاب بلوقي، رئيس النادي الدبلوماسي المغربي، شدد على أن “قضايا ومشاكل وطموحات مغاربة العالم كانت دائما حاضرة في صلب اهتمامات الملوك العلويين منذ زمن بعيد”، موردا أنه عثر على مقال للمرحوم الباحث عبد الهادي التازي، جاء فيه القول التالي: “توقفتُ على عدد من الاتفاقيات التي تربط المغرب بدول أخرى، والتي يحرص فيها الجانب المغربي على تحرير المواطن المغربي من كل ما يهدد هويته”.

وأشار البلوقي في كلمته إلى أن “التواصل كان دائما قائما بين السلطان سيدي محمد بن يوسف والمغاربة المقيمين بالخارج، وخاصة في فرنسا، حيث كانوا يعبرون في كل مناسبة وزيارة يقوم بها السلطان إلى فرنسا عن ولائهم وتشبثهم بالسلطان، وهو ما ساعد على إرساء أسس راسخة لبناء سياسة عمومية لمعالجة قضايا الرعايا المغاربة بالخارج منذ استقلال المغرب”، مبرزا أن مغاربة العالم، وعددهم حوالي ستة ملايين، جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، يمثلون وجه الوطن المشرق، وهم سفراء بلادنا في مختلف بقاع العالم، وشركاء فاعلون في تنمية الوطن، وكنز استراتيجي يشرف المغرب والمغاربة منذ زمن بعيد”.

وسجل رئيس النادي الدبلوماسي المغربي أن “المغاربة عاشوا واستقروا في بلدان أخرى شرقا، شمالا، غربا وجنوبا؛ وتعود أولى الهجرات إلى إفريقيا جنوب الصحراء إلى العصور الوسطى، وإلى فرنسا في بداية القرن الـ20″، مضيفا أنه “منذ الستينات، توجه المغاربة إلى دول أوروبية أخرى، ثم في الثمانينات هاجروا إلى دول خارج أوروبا، كالخليج العربي وأمريكا الشمالية”.

وقال: “من أجل العناية بشؤون مغاربة العالم، ومعالجة قضاياهم، والدفاع عن حقوقهم المشروعة في عالم يتطور باستمرار، أُحدثت منذ بداية التسعينات وزارة مختصة بالجالية المغربية بالخارج. ولقد قال المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، بمناسبة تعيين وزيرها:

“بيعة رعايانا الموجودين بالخارج في عنقي مثل بيعة إخوانهم بالداخل. كما أن مسؤوليتي الأبوية والدينية والخُلقية تجاه هؤلاء، توجد في عنقي. فرعايانا بالخارج يستحقون العناية أكثر من المواطنين بالداخل، الذين ننظر في حاجياتهم عن قرب، صباح مساء”.

جذور متأصلة

عبد القادر دينية، قنصل سابق باحث متخصص في قضايا مغاربة العالم، تطرّق إلى اهتمامات الملك محمد الخامس بالجالية المغربية في الخارج”، موردا أنها “كانت دائما حاضرة”، آملا أن “يهتم الباحثون بهذا الموضوع، فقد وجدت فيه أهمية كبرى من خلال عمق الموضوع والروابط الروحية والدينية التي تربط الملوك العلويين بالجالية، سواء على مستوى محمد الخامس أو جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، أو في عهد مولانا أمير المؤمنين محمد السادس”.

واستحضر دينية في مداخلته مجموعة من المحطات التي تبين تجذر هذا الاهتمام منذ فترة محمد الخامس، وقال: “نتذكر محطة مهمة، هي منفى الملك محمد الخامس إلى مدغشقر، حيث كانت له علاقة روحية ودينية مع الجالية، لا سيما من حيث اللقاء الروحي والوعظ والإرشاد والخطب، مع جاليته، ومع الرعايا الأوفياء”، مبرزا أن محمد بن يوسف ألقى في 26 فبراير 1956 بباريس كلمة أمام الجماهير الغفيرة، جاء فيها: “إننا مسرورون جدا بما تبدونه من رغبة أكيدة في زيارتنا، كلما قدمنا إلى باريس”، ويعبر الملك عن معزته وتقديره للجالية المغربية: “وأنتم تعلمون أن المغرب في حاجة إليكم”.

وقدم الباحث والدبلوماسي نموذجا آخر في مدريد، ورد في التصريح المغربي الإسباني المشترك في أبريل 1956، الذي يشير في الفقرة الثانية إلى أن الاتفاقات “من شأنها ضمان حرية وحقوق الإسبانيين المقيمين بالمغرب، والمغاربة القاطنين في إسبانيا، سواء في المسائل الشخصية أو في الميادين الاقتصادية”.

وقال دينية: “بعد عودة السيادة المغربية إلى المغرب، قام الملك الراحل محمد الخامس بالعديد من الزيارات إلى خارج الوطن، منها إلى الشرق الأوسط، القاهرة، سوريا، المدينة المنورة، والأردن”، مسجلا أنه أثناء وجوده في المدينة المنورة، وكان آنذاك الأمير الحسن وليا للعهد، بعث له رسالة من المدينة المنورة، يتقاسم معه مضمون الزيارة ويقول: نحن في نعمة شاملة (…) سافرنا من القاهرة مودعين من طرف الأخ السيد الرئيس جمال عبد الناصر وأعضاء حكومته، والسلك الدبلوماسي، والجالية المغربية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس السيسي: مصر تسعى لتوطين الصناعة والاستفادة من الخبرات الفرنسية
التالى الرئيس السيسى: مصر تدعم التعاون والشراكة مع فرنسا.. وماكرون صديق موثوق