أثار خاتم البابا فرنسيس جدلًا واسعًا واهتمامًا لافتًا عبر منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، فور إعلان وفاة بابا الفاتيكان، نظرًا للرمزية العميقة التي يحملها هذا الخاتم المعروف باسم "خاتم الصياد".
رمزية خاتم الصياد وتدميره
يُدمَّر "خاتم الصياد" مباشرة بعد وفاة بابا الفاتيكان، في تقليد عريق يرمز إلى نهاية فترة حبريته رسميًا، ويهدف أيضًا إلى منع تزوير الأختام البابوية.
وبعد وفاة البابا فرنسيس، اتجهت الأنظار إلى هذا الخاتم الرمزي، الذي لا يُعد مجرد قطعة مجوهرات، بل يُجسّد السلطة الروحية للبابا بوصفه خليفة القديس بطرس، أول بابا في الكنيسة الكاثوليكية، والذي كان بحسب التقليد صيادًا.
بدء مرحلة Sede Vacante
يمثل تدمير خاتم البابا بداية المرحلة المعروفة باسم Sede Vacante، وهي الفترة التي تسبق انتخاب بابا جديد، وتُعتبر من أكثر الفترات حساسية في تاريخ الكنيسة، حيث تُعلَن رسميًا نهاية البابوية القائمة، ويبدأ الاستعداد لاختيار الزعيم الروحي الجديد للكاثوليك حول العالم.
لماذا يسمى "خاتم الصياد"؟
الاسم الرسمي لهذا الخاتم هو "Anulum Piscatoris" (حلقة الصياد باللاتينية)، وهو مشتق من مهنة القديس بطرس، الذي كان صيادًا.
ويحمل الخاتم نقشًا يُظهر القديس بطرس يصطاد من قارب، إلى جانب اسم البابا مكتوبًا باللاتينية، وقد حافظ هذا التصميم على جوهره على مدار قرون، مع بعض التغييرات الشكلية البسيطة من بابا لآخر.
في الأصل، كان خاتم الصياد يُستخدم كختم رسمي للبابا، لختم الوثائق والمراسيم البابوية، وكان يُضفي عليها الشرعية والمصداقية.
وعلى الرغم من توقف استخدامه لهذا الغرض عمليًا، إلا أنه لا يزال يُعد رمزًا للسلطة البابوية وشرعيتها حتى يومنا هذا.
كيف يتم تدمير خاتم بابا الفاتيكان ؟
وفقًا للتقاليد، يُصنع الخاتم عادةً من الذهب الخالص، وبعد وفاة البابا، يُزال من إصبعه ويتم تدميره بمطرقة مصنوعة من الفضة والعاج، في طقس مهيب يُجسد نهاية عهد وبداية عهد جديد داخل الفاتيكان.
خطوات تحنيط جثمان البابا فرانسيس بحسب تقاليد الفاتيكان
بعد رحيل البابا فرانسيس عن دنيانا عن عمر يناهز 88 عاما، تتجه الأنظار في الفاتيكان إلى تحنيط جثمانه تحضيرا لعرضه أمام المصلين لثلاثة أيام، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في روما.
تفريغ الأوعية الدموية
يفتح الخبير الطبي شقًا صغيرًا أعلى عظمة الترقوة للوصول إلى الشريان السباتي والوريد الوداجي.
يزال الدم القديم عبر الوريد، ويُضخ مكانه خليط من الفورمالديهايد والكحول والماء والأصباغ لإزالة السوائل ومنع تعفن الأنسجة.
معالجة الأنسجة داخليًا
يقضي الفورمالديهايد على البكتيريا المتبقية ويربط البروتينات في الخلايا، ما يحافظ على المظهر الخارجي للجسد.
تستخدم إبرة فراغية لاستخراج محتويات الأمعاء والسوائل الداخلية، ثم يعاد ضخ المزيد من سائل التحنيط لتعويض الحجم وإزالة أي ميكروبات.
اللمسات التجميلية والنهائية
تغلق الشقوق بدقة، ثم ينظف الجسد ويجهز للعرض.
تستخدم أغطية بلاستيكية للعينين وأسلاك خفيفة لضبط الفك وإضفاء تعابير هادئة على الوجه.
في الماضي، كان التحنيط يتضمن حشوات من الأعشاب والقطن والشمع، أما اليوم فاتبعت الفاتيكان الأساليب الغربية الحديثة منذ أوائل القرن العشرين.
التقاليد البابوية الخاصة
جثمان البابا يلف بثوب أحمر وتوضع تاجته البيضاء على الرأس.
سينقل إلى كنيسة القديس بطرس ليعرض لمدة ثلاثة أيام متواصلة.
خلافا للتابوت الثلاثي المعتاد، قرر البابا الأخير أن يدفن في تابوت خشبي واحد مبطن بالزنك، بعيدًا عن مقابر الفاتيكان التقليدية.
تاريخ وتحولات المراسم
أول تحنيط حديث كان للبابا بيوس العاشر عام 1914، ثم تطورت الأساليب بعد فشل كارثي في تحنيط البابا بيوس الثاني عشر عام 1958.
منذ ذلك الحين، اتخذ الفاتيكان إجراءات صارمة لتوحيد عملية التحنيط وفق الأساليب العلمية المعتمدة في مجال الطب الشرعي.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الباباوات المعاصرين لم يحنطوا إطلاقا، كما حدث مع يوحنا بولس الثاني الذي اكتفى الفاتيكان بتحضير جسده فقط دون تحنيطه الكامل.
بهذه الخطوات الدقيقة، يضمن الفاتيكان عرضًا لائقا لجثمان بابا أمريكا اللاتينية الأول، في لحظة وداع رسمية تستقطب مئات آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.