شاركت دولة فلسطين، ممثلة بوزارة الثقافة، في أعمال الاجتماع التاسع للجنة الدولية للحفاظ على التراث التاريخي الإنساني، الذي عُقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ويأتي هذا الاجتماع في إطار متابعة ما تم الاتفاق عليه بين وزارة الثقافة الفلسطينية وجامعة الدول العربية بشأن إيداع نسخ مؤرشفة من التراث الفلسطيني لدى جهات متخصصة، مثل مكتبة الإسكندرية، تحسّباً لأي محاولات طمس أو تدمير من قبل الاحتلال الصهيوني، وكذلك حفظ نسخة لدى مكتبة الأمانة العامة للجامعة باعتبارها بيت العرب.
وخلال الاجتماع، استعرض إبراهيم علوان، مدير عام التراث في وزارة الثقافة الفلسطينية، جهود الوزارة في توثيق ورقمنة التراث الثقافي الفلسطيني والعربي، بهدف حمايته من المخاطر التي تهدده، وعلى رأسها محاولات الاحتلال المستمرة لطمسه. وأكد علوان أن فلسطين تزخر بمواد تراثية تُجسّد الوجود الفلسطيني الضارب في أعماق التاريخ، مشيراً إلى تشكيل لجنة خاصة داخل الوزارة للتواصل مع المؤسسات الثقافية من أجل تجميع تلك المواد ضمن إطار "السجل الوطني للتراث"، الذي يتم العمل على إنجازه بوتيرة سريعة، تمهيداً لإطلاقه خلال الشهر المقبل بإذن الله.
وأوضح أن هذا السجل سيضم مخطوطات ومواد سينمائية وصوراً ووثائق تراثية مهمة، ويُعد مكمّلاً لما تملكه جهات فلسطينية أخرى كوزارة الأوقاف، ووزارة السياحة والآثار، والمكتبة الوطنية الفلسطينية.
وقد تم الاتفاق خلال الاجتماع على تسليم مكتبة الإسكندرية، بعد شهرين من تاريخه، الدفعة الأولى من الأرشيف التراثي الفلسطيني، وذلك بحضور وفد من وزارة الثقافة الفلسطينية وآخر من جامعة الدول العربية، على أن يلي ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة الفلسطينية ومكتبة الإسكندرية، برعاية الجامعة، تتضمن تسليم المكتبة دفعات متتالية من المواد المؤرشفة، في إطار ترتيبات الحفظ والتوثيق المنصوص عليها في المذكرة.