أخبار عاجلة
ختام معسكر الحكام الواعدين في بورسعيد -

من التطوع إلى البناء .. "بالعربي" تبرز إبداعات المتحدثين "بلغة الضاد"

من التطوع إلى البناء .. "بالعربي" تبرز إبداعات المتحدثين "بلغة الضاد"
من التطوع إلى البناء .. "بالعربي" تبرز إبداعات المتحدثين "بلغة الضاد"

التقت القصص المُلهمة، التي عَرضها المتحدثون ضمن اليوم الثاني من القمة الافتتاحية لمبادرة “بالعربي” المُقامة بالدوحة، في التأكيد على “قدرة التفكير العربي على إنتاج مبادرات مُبدعة وغير مطروقة، في شتى الميادين المختلفة؛ من التطوع إلى البناء، مرورا بالعمل المدني الثقافي”.

وواصلت قمة المُبادرة المُطلقة من قبل مؤسسة قطر للتربية والثقافة وتنمية المجتمع الوفاء بوعدها الحاضرين بـ”استكشاف أفكار ملهمة، والتشجيع على التفكير الإبداعي، وإحياء التفاعل الثقافي”، فقد برهنت العروض المذكورة على أن “تبرع الشباب بدينارين شهريا، يمكن أن يبدد شبح الأمية والجهل في منطقة ما حول العالم، وأن البناء من الركام وإقامة مكتبات مجانية، عبر جعل الكتب تذاكر حفلات، ممكنان؛ إذا تم الإيمان بالأحلام”.

ديناران و”داران”

سمية المنيني، صاحبة “وشاح الكويت للبصمة الإنسانية”، استعرضت كيف أقنعت الشباب من مواطنيها بالتبرع بـ”دينارين لكسب الدارين”، مُرجعة بداية القصة إلى مقال كتبته لما كانت طالبة جامعية تقترح فيه على زملائها التبرع بهذا المبلغ “للقضاء على شبح الأمية والجهل عبر العالم”.

لقيت هذه الدعوة، في بادئ الأمر، كما سردت المنيني لجمهور “بالعربي”، تفاعلا إيجابيا من لدن الطلاب؛ “لكن الحماس لها سرعان ما انطفأ”، لتبقى الفكرة “شاغلة البال حتى سنة 2007؛ حينما شعرت بإشارة إلهية تحثني على التحرك؛ فحولت المقالة إلى مشروع من ورقتين”.

ومضت المتحدثة عينها: “أخذت الورقتين وتوجهت بهما إلى مؤسسة خيرية كبرى بالكويت، فعرضت الفكرة؛ لكن رغم إشادة القائمين بها، فقد تساءلوا عن حاجة المؤسسة إلى تبرعات بهذه القيمة، وهي التي تتلقى تبرعات وافرة بقيمة أعلى”، مشيرة إلى أن ما أقنع هؤلاء هو التأكيد على أن “غرض المبادرة زرع قيمة العطاء في نفوس الشباب، ولفت الانتباه إلى أن تبرع 25 ألف طالب بدينارين شهريا، يعني 50 ألف دينار تبرعات في الشهر”.

هكذا انطلق تنفيذ المبادرة، “التي أدخلت لاحقا مفهوما جديدا في مجال التطوع؛ هو المعايشة والمشاركة. إنه يقوم على أخذ المتطوعين في زيارات إلى ليروا تبرعاتهم مشاريع قائمة”، فعليا في سنة 2010، تابعت المنيني، مفيدة بأن “الدينارين” أثمرا مدارس في عدد من الدول؛ كالصين والسودان وغزة، فضلا عن توزيع “مصاحف الدارين”، في بلدان مختلفة.

الكتاب تذكرة

الروائي السوداني مهند رجب الدابي سرد للحاضرين كيف نجح في جعل “تذكرة الحفل.. كتاب”، مُشيرا إلى أنه بعد رفض دخوله إلى الصف الأول في إحدى مدارس السودان، أهدي من قبل والده “صندوق مليء بالكتب اكتشفت من خلالها، طيلة عطلة صيفية، العالم، على أن ذلك استمر ذلك في الموسم الدراسي الموالي”؛ وهو ما “أدى إلى تحقيقي مرتبة متأخرة، فعوقبت بالحرمان من الكتب”.

وأورد الدابي: “هذه العقوبة دفعتني إلى البدء بكتابة قصص خيالية؛ غير أنها لم تكن كافية بالنسبة لي”. ولذلك، “اقترحت على الزملاء بالصف، فتح مكتبة بالمدرسة؛ فقُبلت الفكرة ونجح تنفيذها، خصوصا مع تبرع كل زميل بالكتاب المتوفر لديه”.

إشاعة ثقافة قراءة الكتب دفعت المتحدث إلى عدم الوقوف عند هذا الحد؛ فقد أسس، “سنة 2017، مؤسسة نيرفانا الثقافية في الخرطوم (لهذا الغرض)”، كما أفاد، مُردفا أن “الطموح كبر إثر ذلك، ليلامس سقف إنشاء مكتبة في كل ولاية؛ غير أن الموارد اللازمة لم تكن متوفرة”.

لذلك، سينكب رفقة صديق فنان له على “تنظيم حفلات موسيقية؛ تذكرة دخولها كتاب”، يقول، مردفا أنهما شرعا “في جمع مئات الكتب وإقامة شراكات مع المجتمع المدني ودور النشر؛ هذه الأخيرة التي كنا (المتحدث ورفيقه) نقدم لها القصص الفائزة في مسابقات، مقابل منحنا الكتب”.

وأثمرت المبادرة، إجمالا، جمع عشرات آلاف الكتب، ولاحقا بناء مكتبات محلية بولايات سودانية عديدة، وفقه، متأسفا، “لأن الحرب القائمة دمرت كل شيء يتصل بهذه المنشآت الثقافية، التي كانت تتحدى التطرف والجهل”.

ركام يبني

جُمهور “بالعربي” اكتشف، أيضا، قصة إبداع “بيت من النفايات”؛ فقد كشف صاحبه المصري تيمور الحديدي أن ثورة يناير 2011 ألهمته للخروج بالأفكار من الصندوق، فشرع في بناء بيت له من الزجاجات البلاستيكية المملوءة بالحجر، تحديدا بمدينة الشيخ زايد، مردفا: “بنيت إثرا ذلك مسرحا صغيرا تحت الأرض، بواسطة الحجر الجيري الأبيض”.

سيحفز نجاح هاتين التجربتين المتحدث في “بالعربي” على “التفكير في بناء بيت للضيوف من الطين؛ غير أنه اتضح لي أنه مكلف بيئيا، لأنني سأضطر إلى جلبه من مكان بعيد”، وفقه، مفيدا بأنه صادف يوما كومة من الركام الخرساني؛ فقام بشحنه والبناء به، “لتتحول 180 نقلة إلى هيكل جميل”. وزاد أنه بواسطة “الهندسة الفطرية” استطاع “في نهاية المطاف إقامة بيت يبدو كقلعة صغيرة”.

و”في سياق الحرب المستمرة على غزة”، فإن هذه “القصة الملهمة” تكشف، حسب المتحدث، أن “الصراعات التي تخلف ملايين الأطنان، تترك أملا لإعادة الأعمار. (في المحصلة) أكثر الأفكار جرأة قد تكون تلك التي تولد من كومة ركام”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التعادل يحسم مواجهة فياريال وريال سوسيداد في الدوري الإسباني
التالى "موازين" يواصل جذب نجوم العالم