قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، الاحتلال الإسرائيلي يكشف مجددًا عن طبيعته العدوانية تجاه كل وجود غير يهودي في القدس العربية المحتلة، من خلال تحويل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية محصّنة خلال أسبوع الآلام، وسبت النور، وأحد القيامة".
وأوضح دلياني أن "آلاف الجنود الإسرائيليين طوّقوا المقدسات المسيحية، وعلى رأسها كنيسة القيامة، ومنعوا المصلين من أبناء شعبنا والحجاج الأجانب من الوصول إليها، مما عطّل الطقوس الدينية والتقليدية الراسخة في تاريخ القدس"، مؤكدًا أن هذا السلوك يكشف عن نزعة واضحة لقمع الحريات الدينية في المدينة المقدسة.
- التهويد والتطهير الثقافي: رؤية صهيونية منذ هرتزل حتى اليوم
وفي تعليقه على مشاهد الحصار والقمع في المدينة حسب التصريحات الإعلامية له ، أشار دلياني إلى أن "ما نشهده اليوم هو امتداد لعقيدة متجذّرة في الفكر الصهيوني، حيث صوّر تيودور هرتزل في عام 1898 مدينة القدس وقد أُفرغت من سكانها الأصليين من المسيحيين والمسلمين، ورأى فينا العقل الصهيوني عائقًا أمام تحقيق مشروعه الاستعماري للهيمنة الكاملة".
وأضاف أن "هذه العقلية الاستيطانية ما تزال تحكم سلوك الاحتلال في التعامل مع القدس، من خلال سياسات ممنهجة تهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي في المدينة".
- قوانين الاحتلال: منظومة تشرعن التمييز والاضطهاد الديني
وأوضح دلياني أن "البنية القانونية لدولة الاحتلال لا تقتصر على التمييز المؤسسي، بل تشرعن الاضطهاد الديني بشكل مباشر"، مشيرًا إلى قانون "إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي" لعام 2018، الذي يكرّس السيادة اليهودية وينكر الهوية الدينية والوطنية لغير اليهود.
وأضاف: "هذا القانون ليس معزولًا، بل جزء من منظومة تشريعية استعمارية أعمق، تشمل قوانين مثل أملاك الغائبين (1950)، والدخول إلى إسرائيل (1952)، والمواطنة (2003)، وغيرها من التشريعات التي تشرعن مصادرة الأراضي وتهميش الوجود الفلسطيني غير اليهودي".
- القدس هدف مشروع استعماري متكامل
وأكد دلياني أن "هذا الإطار القانوني الجائر يتكامل مع مشروع استعماري أوسع يستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني، ويتجلى في الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، ونظام الفصل العنصري المفروض على الضفة الغربية، وخاصة في مدينة القدس".
وأضاف أن "السياسات الاحتلالية في القدس لا تقتصر على عسكرة المدينة أو إغلاق أماكن العبادة، بل تشمل محاولات طمس الامتداد الروحي والثقافي لشعبنا، ضمن خطة تهدف إلى تفريغ المدينة من هويتها الأصلية".
- القدس ستبقى أيقونة روحية رغم القمع
واختتم دلياني تصريحه بالتأكيد على أن "القدس يجب أن تعود إلى موقعها الطبيعي كأيقونة روحية جامعة للإنسانية، كما كانت قبل الاحتلال غير الشرعي"، مشددًا على أن "استهداف أبناء شعبنا من المسلمين والمسيحيين يشكّل جريمة إبادة ثقافية، لن تنجح في اقتلاع الهوية الفلسطينية المتجذرة في أحجار المدينة وشعابها".
وأكد أن "حقوقنا الوطنية والدينية ستظل راسخة، بإرادة شعبنا الصلبة التي لا تسقط بالتقادم".