تفاصيل الملابس التي يرتديها البابا في قداس العيد بالرموز والمعاني

البابا , ترأس قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، قداس عيد القيامة المجيد مساء يوم السبت من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسط أجواء روحانية مميزة يشارك فيها لفيف من الأساقفة والكهنة والشعب القبطي. ويُعد قداس عيد القيامة أحد أبرز المناسبات الدينية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يحتفل الأقباط بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، رمز الحياة والانتصار على الموت.

الملابس الطقسية لقداسة البابا : رموز ومعانٍ لاهوتية عميقة

دائمًا ما يلفت انتباه المصلين والمشاهدين ملابس قداسته خلال هذا القداس، حيث يرتدي زياً كنسيًا تقليديًا مليئًا بالرموز والمعاني الروحية. يبدأ بارتداء التونية، وهي ثوب أبيض مطرّز بالصلبان على الأكمام والصدر والظهر. يشير اللون الأبيض إلى النقاء والقداسة، بينما ترمز الصلبان إلى الفداء. ويتم ارتداء التونية بعد أن يُقرأ المزموران 29 و92، وتُرسم عليها ثلاثة رشوم تمثل الثالوث المقدس.

فوق التونية، يرتديالمنطقة، وهي حزام عريض من الكتان أو الحرير، يلف حول الخصر ويرمز إلى التيقظ والاستعداد للخدمة، وهي صفة أساسية للرعاة في الكنيسة. كما يرتدي الصدرة، وهي قطعة طويلة من القماش المطرز تتدلى من العنق حتى القدمين، وكانت تُعلق فيها جلاجل في العصور القديمة، رمزًا للفرح الروحي وصوت التسبيح.

تفاصيل أخرى في الزي الكنسي لقداسة البابا : وظائف عملية ورمزية

من العناصر التي قد يستخدمها أيضًا الأكمام، وهي تُلبس فوق أكمام التونية لتقيّدها وتسهّل حركة اليدين أثناء الخدمة، وقد يرتديها أو لا حسب الحاجة. إلى جانب ذلك، يوجد البلين، وهو قطعة قماش تلف على الرأس ثم توضع على الكتفين بشكل يشكل صليبًا على الصدر والظهر، دلالة على الاتحاد بالمسيح المصلوب، وهي قطعة اختيارية.

ومن أبرز ملامح الزي البابوي البرنس، وهو رداء طويل واسع بلا أكمام، يزيَّن بخيوط الذهب والفضة، ويمنح قداسة البابا مظهرًا مهيبًا يليق بمقامه الروحي، كما يعكس مجد الكنيسة وتاريخها العريق. في المناسبات الرسمية والأعياد، يرتدي البابا التاج، وهو تاج خاص مصنوع بعناية، يرمز إلى الملوكية الروحية التي أُعطيت للكنيسة، على مثال السيد المسيح “ملك الملوك”.

عصا الرعاية: رمز السلطة الروحية والخدمة

يُمسك في يده عصا الرعاية، وهي رمز تقليدي يُشير إلى دوره كراعٍ ومُرشد للشعب. تعلو العصا شكل حيتين معدنيتين، ترمز إلى الحية النحاسية التي رفعها النبي موسى في البرية كما ورد في العهد القديم، وهي تذكير بالخلاص والشفاء من الخطيئة.

كل جزء من الزي في قداس عيد القيامة لا يحمل فقط وظيفة طقسية، بل يرتبط بمعانٍ لاهوتية وتاريخية عميقة، تُعبّر عن الإيمان، والتواضع، والرعاية، والخدمة. وبهذا الزي المهيب، يواصل البابا تواضروس تقليدًا كنسيًا عريقًا يُجسّد من خلاله حضور الكنيسة القبطية بروحها وتاريخها في واحدة من أعظم الليالي الروحية في السنة.