الكنيسة القبطية , بدأت استعداداتها لاستقبال عيد القيامة المجيد، والذي يُعد من أعظم وأقدس الأعياد المسيحية، إذ يُجسد حدث قيامة السيد المسيح من بين الأموات، ليمنح البشرية الرجاء والخلاص. وقد شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية نشاطًا مكثفًا في الأيام السابقة للعيد، حيث سادت أجواء روحانية عميقة يسودها الحب والفرح، خاصة بعد فترة صيام كبيرة دامت 55 يومًا، وهي أطول فترات الصوم .
قامت فرق خدمية بالتجهيز للاحتفال، من خلال تنظيفها بالكامل، وتزيين المذبح بالزهور الطبيعية، وترتيب المقاعد لاستقبال المصلين، إلى جانب تعليق الزينة والأنوار داخل أروقة الكنيسة وساحاتها الخارجية، لتبدو بأبهى حلة احتفالًا بقيامة المسيح. كما جرى تخصيص أماكن مميزة لاستقبال كبار الزوار، ورجال الدين، والشخصيات العامة.

الاستعدادات الأمنية والتنظيمية لليلة العيد في الكنيسة القبطية
نظرًا لأهمية الحدث وكثافة المشاركة الجماهيرية، خاصة في ليلة العيد، تم التنسيق بين الكنيسة ووزارة الداخلية لوضع خطة أمنية شاملة لتأمين محيط الكاتدرائية. شملت هذه الخطة نقاط تفتيش متعددة، وبوابات إلكترونية، وانتشارًا مكثفًا لقوات الأمن، بهدف ضمان سلامة المصلين والزائرين، وتنظيم دخولهم وخروجهم بسلاسة وهدوء.
وقد لاقت هذه الترتيبات ترحيبًا واسعًا من قبل المصلين، الذين يشعرون بالطمأنينة والراحة وسط هذه الأجواء المنظمة، مما يعزز من روحانية المناسبة ويمنحها طابعًا خاصًا من السكينة والتأمل.

قداس عيد القيامة ورسالة الكنيسة القبطية للأمة
من المنتظر أن يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة مساء السبت، وذلك بمشاركة عدد كبير من الأساقفة والكهنة، بالإضافة إلى حضور شخصيات سياسية وعامة بارزة. وسيحمل هذا القداس رسائل روحانية ووطنية تعكس روح المحبة والوحدة وتدعو إلى نشرها بين أبناء الوطن الواحد.
وفي كلماته، من المتوقع أن يؤكد البابا تواضروس على أن عيد القيامة هو رسالة أمل حقيقية، تنتصر على اليأس والموت، وترسّخ لقيم المحبة والتسامح والسلام التي تنادي بها جميع الأديان. ولهذا، دعت جميع المواطنين، من مسيحيين ومسلمين، للمشاركة في هذه المناسبة بروح من الألفة والتآخي.
الإعلام والتواصل الاجتماعي في قلب الاحتفال
تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في نقل الأجواء الاحتفالية، حيث ستقوم القنوات الرسمية ببث قداس العيد مباشرة، ليتابعه الأقباط في مصر وخارجها. كما من المتوقع أن تشهد منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا من قبل المصريين، الذين يشاركون التهاني والرسائل الودّية بهذه المناسبة.