نظّمت لجنة الصحة النفسية بحزب الوعي ندوة توعوية حول ظاهرة التحرش الجنسي، بحضور الدكتور محمد حمودة، أستاذ مساعد الطب النفسي والأعصاب وعلاج الإدمان بكلية الطب – جامعة الأزهر، وبمشاركة عدد من قيادات وأعضاء الحزب.
بحضور السكرتير العام… لجنة الصحة النفسية بحزب الوعي تنظم ندوة حول التحرش الجنسي
أدارت الندوة الدكتورة عائشة حسن، رئيسة اللجنة ومؤسسة مبادرة "100 مليون صحة نفسية"، مؤكدة أن هذه الفعالية تأتي في إطار جهود الحزب لتعزيز التوعية بقضايا الصحة النفسية، إيمانًا منه بأن الوقاية تبدأ بالوعي، وأن مواجهة الظواهر الاجتماعية الخطرة لا تتحقق إلا بالحوار والتثقيف والمسؤولية.
وفي مستهل الندوة، ونيابةً عن رئيس الحزب الدكتور باسل عادل، رحّبت الدكتورة شيرين الشواربي، السكرتير العام لحزب الوعي، بالمتحدث الكريم والحضور، مؤكدة أن هذه الندوة تعبّر عن جوهر هوية الحزب وانحيازه لقضايا الإنسان في أبعاده النفسية والاجتماعية، قبل السياسية والتنظيمية.
كما شددت على سعي الحزب إلى فتح أفق لحوار مجتمعي مسؤول، بعيد عن الانفعالات، قريب من الضمير الجمعي، يقوم على قناعة راسخة بأن المجتمعات السليمة لا تُبنى بالخوف، بل بالثقة، والتربية، والنقاش الصادق.
وفي هذا السياق، دارت الندوة حول تساؤلات جوهرية، منها:
ـ كيف نُحصّن أبناءنا وبناتنا وأنفسنا، دون أن نبني جدرانًا من الشك والعزلة؟
ـ كيف نُساند من يقول "أنا تعرّضت"، دون أن نظلم من قد يكون ضحية لادعاء كاذب؟
ـ متى يصبح السكوت تواطؤًا؟ ومتى تصبح المبالغة ظلمًا؟
ـ ومتى يحتاج المجتمع إلى إعادة تعريف مفاهيم "الخصوصية"، و"الحدود"، و"الاحترام"؟
التحرش ليس حكرا علي المجتمعات المحافظة
من جانبه، أكّد الدكتور محمد حمودة أن التحرش ليس حكرًا على المجتمعات المحافظة، بل إن معدلاته مرتفعة أيضًا في المجتمعات المفتوحة للغاية، كالمجتمع الأمريكي.
أشكال التحرش تطورت بشكل ملحوظ
وأوضح أن أشكال التحرش تطورت بشكل ملحوظ، ما يستدعي تطوير أدوات المواجهة قانونيًا ومجتمعيًا، مؤكدًا أن بعض المتحرشين قد يعانون من اضطرابات نفسية، لكن الغالبية يدركون أفعالهم ويظلون مسؤولين عنها جنائيًا وأخلاقيًا.
ودعا إلى التوازي بين إنفاذ القانون وتوفير آليات للتأهيل النفسي والسلوكي عند الحاجة، دون أن يعني ذلك التهاون في العقوبة. كما شدد على أهمية التوازن في التوعية، محذرًا من أن الإفراط أو التهويل قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها خلق حالة من الخوف المجتمعي، أو تشويه العلاقات الاجتماعية السليمة.
كما أكد على دور الأسرة المحوري في بناء وعي الأبناء وترسيخ القيم الدينية والسلوكية الإيجابية منذ الطفولة، موضحًا أن التربية الحديثة لا تعني التساهل، بل تقوم على الاحترام والانضباط وتحديد المسافات الشخصية، مع اعتماد العقاب التربوي الرشيد كجزء أساسي من بناء السلوك السوي.
وفي مداخلة قانونية، استعرض الأستاذ محمود سويلم، رئيس اللجنة القانونية بالحزب، النصوص المنظمة لجرائم التحرش الواردة في الباب الرابع من قانون العقوبات المصري والمعني بـ"هتك العرض وإفساد الأخلاق"، موضحًا التمييز القانوني بين جرائم التعرض، والتحرش، وهتك العرض، والاغتصاب، ومؤكدًا على ضرورة تعزيز الثقافة القانونية لدى المواطنين لضمان وعيهم بحقوقهم وواجباتهم.
وفي ختام الندوة، شدد الدكتور محمد حمودة على أهمية تطبيق القانون بحزم ودون تهاون في قضايا التحرش، داعيًا المجتمع إلى رفض ثقافة لوم الضحية، لا سيما الفتيات، وتحميل الجناة وحدهم كامل المسؤولية عن أفعالهم. وأكد أن المسؤولية في مواجهة التحرش مجتمعية وتضامنية، تبدأ بالتوعية ولا تكتمل إلا بتحقيق العدالة.
