الجمعة 18 ابريل 2025 | 09:06 مساءً

الدكتور أحمد مبروك الشيخ
كشف الدكتور أحمد مبروك الشيخ، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ومقرر لجنة الإعلام والنشر، عن زيادة أزمة هجرة الأطباء من مصر، معتبرًا إياها من أخطر التحديات التي تهدد استقرار النظام الصحي الوطني.
الأطباء المغادرين للعمل بالخارج
وأوضح الشيخ أن الأعداد المتزايدة من الأطباء المغادرين للعمل بالخارج، على سبيل المثال إلى دول الخليج العربي، تُظهر خللًا هيكليًا في بيئة العمل المحلية، من ضعف الرواتب وظروف العمل، إلى غياب الحوافز المهنية والمعنوية، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تمثل نزيفًا مستمرًا في جسد المنظومة الصحية.
وأضاف الشيخ أن الطبيب المصري، وبعد سنوات طويلة من الدراسة والتدريب الشاق، يجد نفسه مضطرًا للسفر بعد التخصص، في ظل غياب آليات الدعم والتطوير المهني داخل المؤسسات الطبية، مؤكدًا أن أغلب الدول المستقبلة للأطباء باتت تفضل الكفاءات الأعلى تأهيلًا من الحاصلين على شهادات ماجستير وخبرة عملية، ما يُفقد مصر شريحة نادرة من الخبرات.
بيئة عمل متكاملة
وأشار إلى أن الطبيب المصري في الخارج يحصل على بيئة عمل متكاملة، تشمل تدريبًا مستمرًا، ودخلًا عادلًا، وتوازنًا بين الحياة المهنية والشخصية، وهي عناصر مفقودة في الداخل، الأمر الذي يدفع الأطباء إلى اتخاذ قرار الهجرة رغم الصعوبات.
وكشف الشيخ عن فجوة واضحة في النظام التعليمي الطبي نتيجة هذه الهجرة، حيث تعاني المستشفيات التعليمية من نقص في المدربين المؤهلين للإشراف على الأطباء حديثي التخرج، مما ينعكس سلبًا على جودة التدريب والمخرجات التعليمية.
وأوضح الشيخ أن عدد الأطباء المقيدين بنقابة الأطباء المصرية يبلغ نحو 363 ألف طبيب، إلا أن أكثر من نصفهم إما غادروا البلاد للعمل بالخارج أو تركوا المهنة نهائيًا، وهو ما أدى إلى تراجع معدل الأطباء بالنسبة لعدد السكان عن المعدلات العالمية، رغم وفرة الخريجين.
وأكد أن الحل لا يكمن فقط في زيادة أعداد المقبولين بكليات الطب، بل في تبني سياسات واضحة للحفاظ على الكوادر الطبية، من خلال تحسين الرواتب، وضمان الأمان الوظيفي، ووضع نظام عادل لساعات العمل، وتوفير بيئة داعمة للتطور المهني.
كما أشار إلى فشل محاولات سن قوانين للحد من سفر الأطباء، موضحًا أن كثيرًا من الأطباء لجؤوا إلى الانقطاع عن العمل ثم السفر بشكل فردي، مما أدى إلى فصلهم إداريًا، لافتًا إلى أن الأزمة تكمن في سوء إدارة الموارد البشرية لا في عددها.
وفي السياق ذاته، حذر الشيخ من تأثير أزمة هجرة الأطباء على الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، خاصة في ظل نقص عدد أسرّة الرعاية المركزة مقارنة بالمعدلات العالمية، مما يُضعف من قدرة الدولة على مواجهة الأزمات الصحية الكبرى.
واختتم الدكتور أحمد مبروك الشيخ حديثه بالتأكيد على أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب إرادة سياسية واضحة وخطة وطنية شاملة تضمن التمكين الحقيقي للطبيب المصري، بما يحقق استدامة المنظومة الصحية ويحافظ على الأمن الصحي القومي.
اقرأ ايضا