أكبر كارثة مالية عالمية ستحدث، سادت حالة من الاضطراب والتوتر في العالم بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية كبيرة تستهدف العديد من الدول بنسب مختلفة. وقد ارتفعت التحذيرات بشأن المخاطر التي قد تترتب على قرارات ترامب بالنسبة للاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب التجارية عقب إعلان الصين عن فرض رسوم مضادة.
ملياردير يحذر من أكبر كارثة مالية عالمية ستحدث
أعرب الملياردير راي داليو، مؤسس شركة “بريدج ووتر”، عن قلقه من أكبر كارثة مالية عالمية ، ومن الاضطرابات الناتجة عن سياسات الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية والاقتصاد قد تشكل تهديدًا للاقتصاد العالمي. كما دعا داليو الولايات المتحدة إلى الدخول في مفاوضات مع الصين بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري يسهم في رفع قيمة اليوان مقابل الدولار.
نحن في الوقت الراهن في مرحلة حاسمة من اتخاذ القرار، ونقترب بشكل كبير من حدوث الركود، كما أفاد لشبكة “CNBC” وأوردته “العربية Business”. وأعرب عن قلقه من احتمال حدوث شيء أسوأ من الركود إذا لم يتم التعامل مع هذه الأزمة بشكل مناسب.
كما أضاف ملياردير صناديق التحوط أنه يشعر بقلق أكبر تجاه الاضطرابات التجارية، وزيادة الديون الأمريكية، وتأثير القوى العالمية الناشئة على تدمير الهيكل الاقتصادي والجيوسياسي الذي استمر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

خمس قوى تُحرك التاريخ
قال داليو: “نحن نشهد تحولاً من التعددية، التي تشبه إلى حد كبير النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى نظام عالمي أحادي الجانب يتسم بصراعات كبيرة”.
وأضاف داليو أن هناك خمس قوى رئيسية تؤثر في مجرى التاريخ: الاقتصاد، والصراعات السياسية الداخلية، والنظام الدولي، والتكنولوجيا، والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأوبئة. وأوضح داليو أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تحمل أهدافاً واضحة، لكنها تُنفذ بطريقة “مُزعزعة للغاية” مما يؤدي إلى تصاعد الصراعات العالمية.
تسببت السياسات الجمركية المتغيرة بسرعة للرئيس في إحداث تغييرات جذرية في التجارة الدولية. حيث أعلن ترامب يوم الأربعاء عن تعليق مؤقت لمدة 90 يوماً لرسومه الجمركية المتبادلة، لكنه أصر على فرض رسوم أساسية بنسبة 10% ورسوم متبادلة بنسبة 145% على الصين.

مطالبة الكونغرس بخفض العجز الفيدرالي إلى 3%
أفاد داليو يوم الأحد الماضي بأن على الكونغرس أن يسعى لتقليص العجز الفيدرالي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وحذر من أنه “إذا لم يتم ذلك، فإننا سنواجه تحديات في توازن العرض والطلب على الديون، بالتزامن مع مشكلات أخرى، وستكون العواقب أكثر حدة من أي ركود اقتصادي تقليدي”.
كما أضاف داليو أن قيمة المال نفسها في خطر. فانهيار سوق السندات، إلى جانب أحداث مثل النزاعات الداخلية والدولية، قد يشكل صدمة أكبر للنظام النقدي مقارنة بإلغاء الرئيس ريتشارد نيكسون لمعيار الذهب في عام 1971 والأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وأشار داليو إلى أنه يمكن تجنب هذا التحول إذا تعاون المشرعون لخفض العجز، وإذا عملت الولايات المتحدة على تقليل النزاعات والسياسات غير الفعالة على الساحة الدولية.