أخبار عاجلة

"خلية الشرعية".. وحدة إسرائيلية تكتب سيناريو الحرب تستهدف الصحافة وتلاحق الحقيقة

"خلية الشرعية".. وحدة إسرائيلية تكتب سيناريو الحرب تستهدف الصحافة وتلاحق الحقيقة
"خلية الشرعية".. وحدة إسرائيلية تكتب سيناريو الحرب تستهدف الصحافة وتلاحق الحقيقة

لم تعد إسرائيل تُخفي وجهها الحقيقي في حرب غزة؛ فهي لا تكتفي بالقصف والدمار، بل تخوض معركة موازية لا تقل وحشية، معركة تزييف الوعي وتبرير الجرائم، عبر وحدة سرية أطلقت عليها اسم "خلية الشرعية"، تحوّلت أجهزة الاستخبارات من أداة أمنية إلى ماكينة دعائية تُنتج الأكاذيب، وتُشرعن قتل الصحفيين، وتُعيد صياغة الحقائق بما يخدم رواية الاحتلال. في هذه الحرب، لم يعد الصحفي مجرد شاهد على المأساة، بل أصبح هدفًا مباشرًا يُراد إسكات صوته وكسر قلمه.

وفقا لمجلة 972+ الإسرائيلية، تشكلت هذه الخلية عقب هجوم 7 أكتوبر، لتعمل كذراع دعائي يرافق العمليات العسكرية،  مهمتها لم تكن مواجهة "حماس" ميدانيًا، بل صياغة رواية متماسكة تُبرر استهداف المستشفيات والمدارس، والأهم،  تشويه صورة الصحفيين الفلسطينيين وربطهم بالحركات المسلحة. 

ورغم الغطاء الاستخباراتي، فإن نشاط الخلية كان سياسيًا و إعلاميًا بالدرجة الأولى، إذ سعت لتقديم كل ضحية من الصحفيين على أنه "مقاتل متخفٍ"، وبالتالي منحت إسرائيل غطاءً أخلاقيًا زائفًا لمواصلة الحرب أمام المجتمع الدولي.

حرب الظل 

اعتمدت الخلية على عدة أساليب أبرزها تسريب معلومات مختارة إلى الإعلام العبري والغربي، وتضخيم أدلة واهية عن صلة بعض الصحفيين بحماس، فضلًا عن إطلاق حملات تشويه منظمة تسبق عمليات الاستهداف،  وقد برز ذلك في قضايا مثل أنس الشريف وإسماعيل الغول، حيث جرى تمهيد الرأي العام لاغتيالهم عبر اتهامات جاهزة.

 

وكان استهداف مستشفى الأهلي العربي في أكتوبر 2023 أحد أبرز الأمثلة على توظيف الأكاذيب، إذ سارعت إسرائيل إلى نشر تسجيل صوتي منسوب إلى حماس لتبرئة نفسها من الجريمة، قبل أن يثبت خبراء دوليون لاحقًا أن التسجيل مفبرك، ومنذ ذلك الحين، تحوّل الصحفيون في غزة إلى جبهة حرب بحد ذاتها، حيث يُعاملون كأعداء ينبغي تصفيتهم، لا كحملة أقلام يوثقون الحقيقة.

ولم تقتصر جهود "خلية الشرعية" على الداخل الإسرائيلي، بل سعت أيضًا إلى إقناع الحلفاء الغربيين  وعلى رأسهم الولايات المتحدة ،  بضرورة استمرار العمليات عبر ضخ معلومات مدروسة تشرعن الحرب، وهكذا وجدت إسرائيل نفسها تخوض حربًا مزدوجة، حرب النار والحديد على غزة، وحرب الرواية والصورة في عواصم القرار.

إسرائيل تشرعن القتل عبر وحدة سرية 

في العاشر من أغسطس، قتل الجيش الإسرائيلي ستة صحفيين في غارة اعترف علنا بأنها استهدفت مراسل الجزيرة أنس الشريف، وقبل شهرين، في يوليو، حذّرت لجنة حماية الصحفيين من خشيتها على حياة الشريف، قائلةً إنه "مستهدف بحملة تشهير عسكرية إسرائيلية، يعتقد أنها مقدمة لاغتياله".

وبعد أن نشر الشريف مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في يوليو الماضي، يظهر فيه وهو يبكي أثناء تغطيته لأزمة الجوع في غزة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، ثلاثة مقاطع فيديو مختلفة تهاجمه، واتهمه بـ"الدعاية" والمشاركة في "حملة حماس الكاذبة لتجويع الناس".

أشار الشريف إلى وجود صلة بين الحرب الإعلامية الإسرائيلية والحرب العسكرية. وقال للجنة حماية الصحفيين: "حملة أدرعي ليست مجرد تهديد إعلامي أو تشويه للصورة؛ بل هي تهديد حقيقي". بعد أقل من شهر، قُتل، وقدم الجيش ما وصفه بمعلومات استخباراتية رُفعت عنها السرية عن عضويته في حماس لتبرير الهجوم.

كان الجيش قد ادعى في أكتوبر 2024 أن ستة صحفيين من قناة الجزيرة، من بينهم الشريف، كانوا عملاء عسكريين لحركة حماس والجهاد، وهو اتهام نفاه الشريف بشدة، وأصبح ثاني صحفي يُستهدف من تلك القائمة، ومنذ توجيه الاتهام إليه في أكتوبر، أصبح مكانه معروفا، مما دفع العديد من المراقبين إلى التساؤل عما إذا كان قتل الشريف ، الذي كان يغطي الأحداث بانتظام من مدينة غزة - جزءا من خطة إسرائيل لفرض تعتيم إعلامي قبل استعداداتها العسكرية للسيطرة على المدينة .
 

إن قصة "خلية الشرعية" تكشف طبيعة أعمق للصراع.. فهي ليست فقط حربا على الأرض والإنسان، بل حرب على الحقيقة نفسها. وبينما تُسقط الطائرات القنابل على غزة، تسقط إسرائيل في الوقت ذاته معايير الصحافة وحرية الكلمة. وإذا كان هدفها إسكات الشهود، فإن النتيجة الحتمية لن تكون سوى فضح أوسع لجرائم الاحتلال، وتأكيد أن الرواية الإسرائيلية فقدت صدقيتها أمام العالم.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حريق هائل يضرب محلات تجارية قرب محطة مترو شبرا الخيمة بالقليوبية
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة