تشهد أسواق المعادن العالمية سباق للسيطرة على إمدادات الليثيوم، المعروف بـ الذهب الأبيض، وسط تحذيرات من اندلاع صراع اقتصادي جديد بين القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند، على خلفية تنامي أهميته في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
طلب يتضاعف 40 مرة بحلول 2040
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يقفز الطلب العالمي على الليثيوم 40 ضعفا بحلول عام 2040، مدفوعا بالتوسع في إنتاج البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة، وتخزين الطاقة من مصادر متجددة مثل الرياح والشمس.
وتعد بطاريات الليثيوم أيون عنصرا أساسيا في خطط الدول للتخلص التدريجي من السيارات العاملة بالوقود التقليدي ففي عام 2021 ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية إلى 6.6 مليون سيارة.
احتكارات الإنتاج العالمي من الذهب الأبيض
تهيمن أستراليا وتشيلي والصين على نحو 88% من الإنتاج العالمي البالغ 184.68 ألف طن متري عام 2023، حيث ارتفع إنتاج الصين من 4 آلاف طن عام 2013 إلى 33 ألف طن حاليا.
وتتصدر أستراليا القائمة بإنتاج 86 ألف طن، بزيادة ضخمة مقارنة بـ13 ألف طن فقط قبل عشر سنوات.
أما في أمريكا اللاتينية، فتحتوي ما يعرف بـ"مثلث الليثيوم" (الأرجنتين، بوليفيا، تشيلي) على نحو 60% من الاحتياطيات المؤكدة عالميا، إلا أن شيلي هي الأكثر تقدما في استغلال هذه الثروة، بينما تعرقل التحديات الاستثمارية والبيئية تطور الإنتاج في بوليفيا والأرجنتين.
اضطرابات السوق و قفزة الأسعار
وشهدت أسهم شركات الليثيوم ارتفاعات حادة بعد أن أوقفت شركة "كونتمبوراري أمبيريكس تكنولوجي" الصينية، أكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، الإنتاج في أحد مناجمها بسبب مشكلات ترخيص، ما أثار قلقا في سوق يعتمد على هذا المنجم لتوفير نحو 8% من الإمدادات العالمية.
وقفزت أسهم شركة "ألبيمارل" الأمريكية بنسبة 7%، وارتفعت أسهم SQM التشيلية بـ8.7%، وحققت شركة "غانفنغ ليثيوم" الصينية زيادة بـ10%، رغم تراجع مؤشرات وول ستريت الرئيسية.
وتشير توقعات بنك "سيتي" إلى إمكانية وصول أسعار الليثيوم مؤقتا إلى 11 ألف دولار للطن قبل أن تتراجع إلى 10 آلاف، مقارنة بـ8 آلاف دولار مطلع العام، لكنها تبقى بعيدة عن ذروة أواخر 2022 حين تجاوز السعر 80 ألف دولار.
أبعاد جيوسياسية وحروب تعرقل التقدم
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، كانت أوكرانيا قبل الحرب تتهيأ لتكون لاعبا رئيسيا في سوق الليثيوم، إذ تشير تقديرات أولية إلى امتلاكها نحو 500 ألف طن من أكسيد الليثيوم في شرق البلاد، لكن الحرب الروسية أوقف هذه الطموحات، وسط تصاعد التنافس الدولي على المعادن الإستراتيجية.
وتسعى الصين للسيطرة على أكثر من 30% من الإمدادات العالمية خلال 2025، مدفوعة بكونها أكبر سوق عالمي لمركبات الطاقة الجديدة، فيما تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنويع مصادرهم لتقليل الاعتماد على بكين.
فرص استثمارية ضخمة
تجذب صناعة الليثيوم استثمارات واسعة، منها صناديق تتبع مؤشرات خاصة بالشركات المنتجة والمطورة والمستكشفة للمعدن، مثل مؤشر Nasdaq Sprott Lithium Miners الذي يضم شركات من الولايات المتحدة والصين وغيرها، ما يمنح المستثمرين تعرضا مباشرا لسوق يتوقع أن يحقق نموا غير مسبوق في العقود المقبلة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
