أخبار عاجلة

الإخوان: "الوطنية" في بيان و"الخيانة" في خطاب آخر

الإخوان: "الوطنية" في بيان و"الخيانة" في خطاب آخر
الإخوان: "الوطنية" في بيان و"الخيانة" في خطاب آخر

في ظل التطورات المتسارعة، يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين ما زالت تتقن لعبة التناقضات. ففي الوقت الذي صدر فيه بيان من جبهة إسطنبول، بقيادة محمود حسين، يرفض فيه التصريحات المنسوبة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني حول "إسرائيل الكبرى" واحتلال أجزاء من مصر، كانت الجبهة الأخرى قد قدمت دليلاً على تآكل قيمها الوطنية.

المؤسسة العسكرية خط الدفاع الأول عن الوطن

البيان الصادر عن جبهة إسطنبول كان مصاغاً بعناية فائقة، حيث قدم نفسه كجزء من "الشعب المصري" و"القوى الحرة الحية" التي ستقف في وجه أي عدوان خارجي. لكنه، وبشكل لافت للنظر، تجاهل تماماً دور المؤسسة العسكرية المصرية التي تعد خط الدفاع الأول عن الوطن. هذا التجاهل ليس مجرد سهو، بل هو تكتيك متعمد يهدف إلى إعادة تموضع الجماعة كقوة وطنية مستقلة، متجاوزة بذلك خصومتها مع النظام، ومحاولةً لإظهار أن الدفاع عن الوطن ليس حكراً على المؤسسات الرسمية.

في المقابل، وبينما كانت جبهة إسطنبول تتحدث بلغة "الوطنية"، كان هناك وجه آخر للجماعة يكشف عن تناقض صارخ. فقد شهدت تل أبيب مؤخراً تظاهرة ضد السفارة المصرية قام بها مؤيدون للإخوان، وحصلوا على إذن من سلطات الكيان الصهيوني. هذا الموقف يضع الجماعة في مأزق أخلاقي وسياسي عميق، فكيف يمكنها أن ترفض التهديدات الصهيونية على أراضي مصر، وفي الوقت نفسه تتظاهر في عاصمة الكيان، وبموافقته، ضد سفارة بلادها؟

إن هذا التناقض ليس مجرد دليل على وجود انشطارات تنظيمية، بل هو كشف فاضح لـتوزيع أدوار محسوب بدقة. إن الإخوان، بتاريخهم الطويل في التلون، يستخدمون "جبهاتهم" المتصارعة لتوفير غطاء إعلامي وسياسي لبعضهم البعض. فبيان جبهة إسطنبول يقدم وجهًا "وطنيًا" مقبولاً، بينما تسمح الجبهة الأخرى بأفعال "خائنة" لخدمة الأهداف السياسية للجماعة ضد الدولة المصرية.

لقد منح مؤيدو الجماعة الكيان الصهيوني اعترافاً ضمنيًا ومجانيًا بمجرد حصولهم على تصريح للتظاهر في عاصمته، وهو ما يتناقض مع كل مبادئهم المعلنة. هذا الموقف يثبت أن الجماعة على استعداد لاستخدام أي وسيلة، بما في ذلك التعامل مع خصومها المعلنين، لخدمة أجندتها الخاصة.

في الختام، يبدو أن الإخوان، كالعادة، لا يترددون في ارتداء أي قناع لتحقيق أهدافهم. فـ"الوطنية" في بيان، قد تكون مجرد غطاء لـ"الخيانة" في فعل آخر، في لعبة سياسية معقدة تُظهر أن التنظيم ما زال يفضل البقاء على المبدأ.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جامعة الدلتا التكنولوجية تشارك فى ختام فعاليات معرض ومؤتمر التعليم الدولى العالى للجامعات
التالى رابط وخطوات التقديم في وظائف المدارس المصرية اليابانية 2025.. الشروط والمستندات المطلوبة