أخبار عاجلة
قتيل ومصاب في انهيار بمنجم إميضر -
لحيمر يراهن على التألق مع الزمامرة -

نظام مضاد للطائرات المسيرة يثبت قدراته في اختبار حي بالبحر الأحمر

نظام مضاد للطائرات المسيرة يثبت قدراته في اختبار حي بالبحر الأحمر
نظام مضاد للطائرات المسيرة يثبت قدراته في اختبار حي بالبحر الأحمر

في خطوة مهمة تعكس التطور المتسارع للصناعات الدفاعية في اليونان وحول العالم، أثبت نظام يوناني مضاد للطائرات المسيرة فعاليته بشكل لافت خلال دورية تابعة للاتحاد الأوروبي في مياه البحر الأحمر، وفقا لصحيفة نيوز كوزموس اليونانية.

ووضع هذا الأداء القوي حجر الزاوية في خطط اليونان الطموحة لتوسيع صناعتها الدفاعية المحلية. 

ووفقًا لصحيفة نيوز كوزموس، فإن النظام، المعروف باسم "سينتاوروس" (Centauros)، والذي طورته شركة الصناعات الجوفضائية اليونانية (HAI) المملوكة للدولة، قد تم نشره لأول مرة العام الماضي في هذه المنطقة الحيوية.

وخلال العملية، تمكن نظام "سينتاوروس" من الكشف عن طائرتين مسيرتين أطلقتهما قوات الحوثيين في اليمن، التي استهدفت السفن التجارية في المنطقة، ونجح في تحييدهما بالكامل.

 وحسب كيرياكوس إينوتياديس، مدير الإلكترونيات في شركة (HAI)، فقد تراجعت طائرتان مسيرتان إضافيتان بعدما تم التشويش على أنظمتهما. هذا النجاح الميداني لم يكن مجرد حدث عابر، بل عزز بشكل كبير برنامج التحديث العسكري الأوسع لليونان، والبالغ قيمته 30 مليار يورو، والذي يهدف إلى إصلاح القوات المسلحة للبلاد بحلول عام 2036 وزيادة الإنتاج الدفاعي المحلي. 

ويتميز نظام "سينتاوروس" بقدرته على كشف الطائرات المسيرة من مسافة تصل إلى 150 كيلومترًا، والتعامل مع الأهداف ضمن دائرة نصف قطرها 25 كيلومترًا، وتخطط الحكومة اليونانية لتركيب هذا النظام على أسطولها البحري بأكمله. ويصف إينوتياديس النظام بفخر بأنه "النظام الوحيد المضاد للطائرات المسيرة المصنع في أوروبا الذي تم اختباره في المعركة".

وتعمل اليونان حاليًا بعدد محدود من طائرات المراقبة والاستطلاع (ISR) المسيرة، والتي يتم استيراد معظمها من دول مثل فرنسا وإسرائيل. 

ولكن بموجب برنامج الدفاع الجديد، تعتزم اليونان تطوير ونشر أنظمة مضادة للطائرات المسيرة وأنظمة قتالية مسيرة محلية الصنع، بما في ذلك نظام دفاع صاروخي باليستي مخطط له باسم "أخيل شيلد" (Achilles Shield). 

وتعتبر تركيا، وهي عضو في الناتو ومنافس إقليمي قديم، لاعبًا رئيسيًا في تصنيع وتصدير الطائرات المسيرة، مما يضع ضغوطًا إضافية على اليونان لتعزيز قدراتها التكنولوجية الدفاعية. 

وتخصص اليونان ما يقرب من 3.5 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، إلا أن الصناعة المحلية تمثل حاليًا جزءًا صغيرًا من هذا الإنفاق، وتسعى الحكومة لتغيير هذا الواقع من خلال استثمار حوالي 800 مليون يورو في الابتكار الدفاعي على مدى العقد المقبل. 

وتقوم الهيئة اليونانية للابتكار الدفاعي (HCDI)، وهي وكالة جديدة تابعة لوزارة الدفاع، بتنسيق هذا الجهد. ويؤكد بانتليس تزورتزاكيس، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن هدفهم هو "مطابقة إنفاقنا الدفاعي السنوي بمبلغ مماثل في الصادرات".

وقد أثبتت الشركات اليونانية الخاصة أيضًا قدرات لافتة في هذا المجال. فقد طورت شركة "ألتوس" (Altus)، بالشراكة مع شركة "إم بي دي إيه" (MBDA) الفرنسية، نظام "كيرفيروس" (Kerveros)، وهي طائرة مسيرة قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي وتحمل أكثر من 30 كيلوجرامًا، بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات. 

وتصدر شركة "ألتوس" بالفعل طائرات مراقبة واستطلاع مسيرة إلى خمسة بلدان. 

وأعرب زاكارياس ساريس، أحد مالكي الشركة، عن تفاؤله بمستقبل صناعة الطائرات المسيرة اليونانية، مؤكدًا أن "هذه التكنولوجيا حاسمة للاحتياجات الاستراتيجية لليونان". 

كما تخطط شركة (HAI) لبدء الإنتاج الضخم في عام 2026 لنظامين محمولين مضادين للطائرات المسيرة، هما "إيبريون" (Iperion) و"تيليماكوس" (Telemachus)، المصممان خصيصًا لمواجهة أسراب الطائرات المسيرة والطائرات المسيرة الصغيرة المسلحة. وتهدف الشركة أيضًا إلى إطلاق أول طائرة مسيرة كبيرة لها، "أركيتاس" (Archytas)، والتي سُميت على اسم عالم الرياضيات اليوناني القديم الذي يُنسب إليه تصميم جهاز طيران مبكر في القرن الرابع قبل الميلاد. 

ويؤكد نيكوس كوكلاس، مدير المنتجات الجديدة في شركة (HAI)، على طموحهم قائلًا: "نحن نهدف إلى أن تكون هذه الطائرة المسيرة هي الأفضل في فئتها".

أنظمة مضادة للطائرات المسيرة: سباق عالمي للتفوق التكنولوجي
تطوير أنظمة فعالة لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة ليس حكرًا على اليونان، بل هو سباق عالمي تشارك فيه العديد من الدول الرائدة في مجال الدفاع. فمع تزايد استخدام الطائرات المسيرة في الصراعات العسكرية والتهديدات الأمنية، برزت الحاجة الماسة إلى تطوير تقنيات دفاعية قادرة على تحييدها. 

على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، يتم تطوير أنظمة مثل "ليبينج هورن" (Leaping Horn)، وهو نظام قادر على اكتشاف الطائرات المسيرة الصغيرة وتحييدها باستخدام التشويش الإلكتروني. 

كما تعمل وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) على تطوير أنظمة تستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف وتصنيف التهديدات الجوية بشكل أسرع.

وفي أوروبا، تعمل دول مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا على مشاريع مشتركة لتطوير أنظمة مضادة للطائرات المسيرة ضمن إطار التعاون الأوروبي. 

وتعتبر أنظمة الليزر الموجهة واحدة من التقنيات الواعدة التي يتم تطويرها، حيث تستخدم شعاع ليزر عالي الطاقة لإسقاط الطائرات المسيرة بشكل سريع ودقيق. 

وفي الشرق الأوسط، ساهمت إسرائيل في هذا المجال من خلال أنظمة مثل "فايتر-كون" (Fighter-Cone)، الذي يستخدم طائرة مسيرة أخرى لتحييد الطائرات المعادية. 

أما الصين، فتستثمر بشكل هائل في أنظمة التشويش الإلكتروني والأنظمة الحركية التي تستخدم طائرات مسيرة اعتراضية. 

هذا التنافس العالمي يؤكد أن الطائرة المسيرة لم تعد مجرد أداة بسيطة، بل تحولت إلى تهديد معقد يتطلب حلولًا دفاعية معقدة ومتطورة باستمرار، وهو ما يضع نظام "سينتاوروس" اليوناني في قلب هذه المنافسة التكنولوجية المحمومة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كيفية الاستعلام عن نتيجة تنسيق رياض الأطفال 2025
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة