أشارت صحيفة كيتكو المتخصصة في تحليلات أسواق المال والتداخل إلى تأجج مخاوف الركود التضخمي بسبب الرسوم الجمركية وبيانات البطالة الأمريكية كأبرز الأسباب التي تدفع أسعار الذهب عالميا إلى مستويات غير مسبوقة.
وشهدت أسعار الذهب ارتفاعًا حادًا يوم 7 أغسطس 2025، حيث قفزت بنسبة 0.68% لتصل إلى 3392.31 دولارًا للأونصة الترويسية، مدفوعةً بتزايد الطلب على الملاذ الآمن وسط تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية وتدهور سوق العمل. وسجل الذهب مقابل الدولار الأمريكي على مؤشر (XAU/USD) نطاقًا يوميًا بين 3365.31 و3397.58 دولارًا، مما يعكس تقلبات السوق العالية.
توجه المستثمرون إلى الذهب كأداة ناجحة من أجل التحوط ضد مخاطر الركود التضخمي، الناجمة عن بيانات العمالة الأمريكية المخيبة للآمال والحواجز التجارية الجديدة التي أثرت على الأسواق العالمية. ويبرز ارتفاع الذهب بنسبة 29.21% منذ بداية العام مرونته في بيئة اقتصادية مضطربة.
وأفادت وزارة العمل الأمريكية أن طلبات إعانة البطالة الأولية للأسبوع المنتهي في 2 أغسطس بلغت 228،000 طلب، متجاوزة التوقعات البالغة 221،000 والأسبوع السابق البالغ 218،000.
كما ارتفعت الطلبات المستمرة إلى 1.97 مليون، وهي الأعلى منذ نوفمبر 2021، مما يشير إلى استمرار ضعف سوق العمل. هذه البيانات، إلى جانب الضغوط التضخمية المرتفعة، عززت مخاوف الركود التضخمي، حيث يتباطأ النمو الاقتصادي بينما تظل الأسعار مرتفعة.
واستجاب المستثمرون بزيادة الطلب على الذهب، الذي يزدهر عادةً في بيئات التداول التي تسودها أسعار الفائدة المنخفضة وخلال الغموض الاقتصادي.
وتعكس معنويات السوق الآن احتمالية بنسبة 95% لخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مما يعزز جاذبية الذهب.
وأدت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ أمس الخميس واستهدفت دولًا مثل سويسرا والبرازيل والهند، إلى تصعيد التوترات التجارية العالمية، مما وفر دعمًا قويًا للذهب.
هذه الضرائب الاستيرادية، التي تأتي ضمن سياسة حمائية أوسع، أثارت مخاوف من اضطرابات سلاسل التوريد وضغوط تضخمية، خاصة مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.10% إلى 98.29.
ورغم استقرار عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 4.24%، استمر زخم الذهب التصاعدي، مدعومًا بدوره كملاذ آمن.
كما أبقت الرسوم الجمركية، إلى جانب الغموض حول التغييرات المحتملة في قيادة الاحتياطي الفيدرالي، الأسواق في حالة توتر، مع استفادة الذهب من التحوط ضد المخاطر.
من الناحية الفنية، يظل الذهب في مسار صعودي، مستقرًا ضمن نطاق 3350-3397 دولارًا بعد ارتفاع بنسبة 2% في الأول من أغسطس.
ويشير مؤشر القوة النسبية إلى استمرار الزخم الصعودي، رغم عدم وصوله إلى ذروته الأخيرة، مما يوحي بإمكانية تحقيق المزيد من المكاسب. يبقى مستوى المقاومة عند 3400 دولار عائقًا رئيسيًا، مع احتمالية استهداف 3500 دولار أو أعلى في حالة الاختراق.
وتقع مستويات الدعم عند 3330 دولارًا، مع مخاطر الهبوط إلى 3280 دولارًا في حالة الانخفاض.
وبينما تنتظر الأسواق بيانات ثقة المستهلك وتوقعات التضخم من جامعة ميشيجان اليوم الجمعة، إلى جانب تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع أن يعتمد مسار الذهب على تطور السياسات التجارية والإشارات الاقتصادية الكلية.