أكد الدكتور احمد فؤاد أنور الخبير في الشأن الإسرائيلي أن هناك أدوات متعددة تُستخدم من قبل الاحتلال، ومن أبرزها الجانب الثقافي والإعلامي، إذ يتم استقدام بعض الأشخاص الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، لدرجة أن طريقة حديثهم توحي وكأنهم عاشوا في الدول العربية، وليس فقط لكونهم إسرائيليين.
وقال أنور في مقابلة مع قناة "إكسترا نيوز": "بعض هؤلاء من أصول عربية، ويتم استخدامهم في العمل كمتحدثين باسم جيش الاحتلال، بغرض صد الهجمات الإعلامية على إسرائيل، واعتبار ما يُقال عنها مجرد أكاذيب، رغم أن الواقع، كما يشهد العالم أجمع، مليء بجرائم إبادة وتجويع واضحة ومعترف بها".
وأضاف: "من ضمن هؤلاء نجد أقليات من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، مثل الدروز، وأيضًا بعض الأفراد الذين كانوا ضمن جيش جنوب لبنان – العملاء الذين تعاونوا مع إسرائيل، وتفكك هذا الجيش بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000".
وتابع: "تحاول إسرائيل تضخيم دور بعض الشخصيات، وإبرازها إعلاميًا، مثل إيدي كوهين وأفيخاي أدرعي، وهو متحدث باسم جيش الاحتلال برتبة عقيد، ومن أصول شرقية؛ أدرعي من أصل لبناني، وإيدي كوهين من أصل سوري".
وأوضح: "هؤلاء يحاولون الترويج لفكرة أنهم يدعون إلى إنقاذ الأقصى، في محاولة للتلاعب بالعواطف، وهناك أمثلة على ذلك، مثل تلك المجموعة المحدودة التي ظهرت أمام السفارة المصرية يوم الخميس في الساعة الثانية ظهرًا هؤلاء مجموعة منشقة عن الحركة الإسلامية في فلسطين 48، وتمت الاستعانة بهم في هذا التوقيت لأن هناك أزمة داخل إسرائيل".
وأكمل: "الوظيفة الأساسية لهؤلاء كانت منوطة بالوحدة 8200، وهي وحدة استخباراتية إسرائيلية متخصصة في الحرب السيبرانية، حيث تقوم بإنشاء حسابات وهمية لمحاولة اختراق الصف العربي وبث الفتنة داخله لكن هذه الوحدة تواجه الآن مشكلتين أساسيتين الأولى أن الرواتب مرتفعة ونقص الموارد البشرية، خاصة مع استمرار الحرب في غزة، مما دفع الجيش إلى تفضيل استخدام وحدات قتالية بدلًا من الاعتماد على الحرب السيبرانية في هذا التوقيت".
واختتم: "في المقابل، وجدت إسرائيل أن هؤلاء الأشخاص يُعدّون عمالة رخيصة، إذ يمكنهم الظهور أمام الكاميرات، ومهاجمة الخصوم، وتوجيه الشتائم، سواء بشكل علني أو عبر حسابات وهمية على الإنترنت".
