أخبار عاجلة
"الفيدرالية" تجمع مقترحات الاقتراع -

إعلانات بـ 42 مليون دولار.. كيف كون مشاهير التيك توك ثرواتهم؟

إعلانات بـ 42 مليون دولار.. كيف كون مشاهير التيك توك ثرواتهم؟
إعلانات بـ 42 مليون دولار.. كيف كون مشاهير التيك توك ثرواتهم؟

في زمن لم يعد فيه الثراء حكرا على قطاعات الاستثمار والصناعة والعقارات، برزت طبقة جديدة من الأثرياء تشق طريقها من خلف كاميرات الهواتف، وتحديدا عبر تطبيقات السوشيال ميديا، وفي مقدمتها "تيك توك"، الذي تحول خلال سنوات قليلة من منصة للترفيه السريع إلى ماكينة لصناعة المال والشهرة والنفوذ.

مشاهير التيك توك لم يعودوا مجرد صناع محتوى، بل أصبحوا مؤثرين بقوة الإعلان، ورواد أعمال يعتمدون على مزيج من المشاهدات والبث المباشر والهدايا الافتراضية والعقود الإعلانية، وبينما يتابع الملايين رقصاتهم ومقاطعهم الساخرة، يغفل كثيرون عن سؤال بالغ الأهمية: من أين تأتي كل هذه الأموال؟.

كيف تحسب ارباح منصات السوشيال ميديا؟

992.jpeg
إعلانات بـ 42 مليون دولار.. كيف كون مشاهير التيك توك ثرواتهم؟

لم تعد منصات التواصل مجرد ساحات للعرض والمشاركة، بل أصبحت سوقا مفتوحا للمحتوى الرأسمالي، تتقاسم فيه الشركات عوائد الإعلانات مع صناع المحتوى، وفي هذا النموذج، تتحول كل مشاهدة، وكل تفاعل، إلى ما يعادل "سهما" في ثروة كبيرة يكون عائدها بالدولار.

ووفقا لخبراء أمن المعلومات، تختلف عوائد المشاهدات بشكل كبير بين منصة وأخرى، فـ"يوتيوب" يمنح ما بين 0.5 إلى 7 دولارات لكل ألف مشاهدة، ويزيد العائد بزيادة عدد الإعلانات المعروضة ونوعية الجمهور المستهدف.

أما "فيسبوك" و"إنستجرام"، فصنعا مسارا موازيا، ويقدمان أرباحا قوية تعتمد على برامج الشراكة والاشتراكات والبث المباشر، تحت مظلة "ميتا".

الأسد بـ 370 دولارا.. كيف تحسب أرباح التيك توك؟

"تيك توك" اختار أن يسلك طريقا آخر، حيث لا يدفع مقابل المشاهدة فقط، بل يعتمد على منظومة تفاعلية معقدة، تصنع دخلا حقيقيا للمؤثرين دون أن يشعر المتابع بذلك.

فالهدايا الرقمية التي تمنح خلال البث المباشر، والتي تبدأ من "وردة" قيمتها 22 جنيها مصريا، وتصل إلى "أسد" يساوي 370 دولارا، تحول إلى أرباح مباشرة لصانع المحتوى، وتحتفظ المنصة بنسبة تتراوح بين 30% و50% من قيمة الهدايا.

يُضاف إلى ذلك نظام "النقر" و"التكبيس" لزيادة التفاعل، وهو تكتيك نفسي وتقني يدفع المستخدمين إلى البقاء أطول، ومن ثم رفع القيمة التسويقية للمحتوى المقدم عبر حساباتهم الخاصة.

993.jpeg
إعلانات بـ 42 مليون دولار.. كيف كون مشاهير التيك توك ثرواتهم؟

الثروة الخفية.. الإعلانات المباشرة على السوشيال ميديا

كل تلك الهدايا والتفاعلات، ليست كفيلة لتفسر بمفردها كيف ينتقل المؤثر من شقة صغيرة إلى سيارة فارهة في غضون أشهر معدودة، فالتحول الحقيقي في اقتصاد المؤثرين بدأ عندما دخلت الإعلانات المباشرة إلى السوشيال ميديا لم تعد الشركات تكتفي بالإعلان عبر المنصات التقليدية، بل وجدت في المؤثرين على السوشيال ميديا قناة أسرع وأرخص وأكثر تأثيرا.

ويبرم صناع المحتوى عقودا مباشرة مع شركات مختلفة للترويج لمنتجاتها أو تطبيقاتها داخل الفيديوهات، بأسلوب ناعم وغير تقليدي، أحيانا دون حتى الإشارة المباشرة إلى الإعلان، وهذه العقود قد تصل إلى آلاف الدولارات للفيديو الواحد، بل يتجاوز بعضها ميزانيات الحملات التلفزيونية.

ويحذر خبراء من أن بعض المؤثرين يتربحون من الترويج لتطبيقات غير قانونية أو مشبوهة، تحقق لهم مكاسب كبيرة بعيدا عن رقابة المنصات أو وعي المتابعين، ما يفتح بابا لمساءلة أخلاقية ومخاطر قانونية في آن واحد.

42.2 مليون دولار إعلانات مباشرة على السوشيال ميديا 

لم تكن مصر بعيدة عن هذا التحول، فبحسب بيانات منصة "ستاتيستا"، من المتوقع أن يتجاوز حجم الإعلانات المباشرة عبر السوشيال ميديا في مصر خلال عام 2025 حاجز 42.2 مليون دولار، بنسبة نمو تبلغ 14.7% عن العام السابق.

ورغم أن هذه النسبة لا تتجاوز 2.4% من سوق الإعلانات في مصر، إلا أنها مرشحة للزيادة بشكل متسارع، في ظل تضاعف استخدام المنصات الرقمية، وتوجه الشركات نحو التسويق عبر المؤثرين كأداة أكثر دقة في الوصول للجمهور المستهدف.

كما تشير التوقعات إلى أن سوق الإعلانات المصري سيصل إلى 1.7 مليار دولار بنهاية 2025، في مؤشر واضح على التحول البنيوي في خريطة الإعلانات.

"التيك توكرز".. صعود طبقة جديدة من الأثرياء

نجوم "تيك توك" لم يكتفوا بالربح، بل بدأوا في إعادة استثمار ثرواتهم الرقمية في مشاريع واقعية، فبعضهم افتتح متاجر إلكترونية، وآخرون أطلقوا ماركات ملابس ومنتجات تجميل، وبعضهم دخل في شراكات إنتاجية تستفيد من قاعدة جماهيرهم الرقمية.

بل وبدأت بعض المؤسسات الحكومية والخاصة توظف هؤلاء المؤثرين في حملات رسمية، إدراكًا لقوة تأثيرهم، لا سيما على الفئات العمرية الأصغر، والتي لم تعد تتلقى معلوماتها من الإعلام التقليدي.

وما يحدث اليوم على "تيك توك" ليس مجرد محتوى رقمي، بل هو تأسيس لطبقة اقتصادية جديدة، لا تملك مصانع ولا شركات، بل تملك التفاعل، وتتداول أرباحها في بورصة الهواتف، ورغم الفرص الكبيرة التي تفتحها هذه المنصات، تظل هناك تساؤلات عدة: من يراقب محتوى المؤثرين؟، وهل نحن أمام ثروة رقمية مستدامة أم فقاعة مؤقتة؟.. تساؤلات لابد من وجود إجابة عليها الايام القادمة لاسيما بعد الحملة التي شنتها الدولة مؤخرا على التيك توكرز في مصر.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق على كرسي متحرك.. سيدة مُسنة تُجسد الإرادة في لجان الانتخابات بالبحيرة
التالى بيرشفورد تكنولوجيز تطلق منصة الدفع الذكية «ProLink» في مصر والمغرب بالشراكة مع بنوك دولية وإقليمية