أخبار عاجلة

لماذا يتكرر انقطاع توليد الطاقة المتجددة في أوروبا؟.. دراسة تكشف الأسباب

لماذا يتكرر انقطاع توليد الطاقة المتجددة في أوروبا؟.. دراسة تكشف الأسباب
لماذا يتكرر انقطاع توليد الطاقة المتجددة في أوروبا؟.. دراسة تكشف الأسباب

بات انقطاع توليد الطاقة المتجددة في أوروبا كابوسًا حقيقيًا يهدد أمن الطاقة، ويكشف هشاشة البنية التحتية أمام الظواهر الجوية القاسية.

وسلّطت دراسة حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- الضوء على حجم المخاطر الكامنة وراء هذه الظاهرة المعروفة بـ"دونكل فلاوت" (Dunkelflaute)، التي قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في السوق وارتفاع حادّ في الأسعار.

كما حددت الدراسة 3 عوامل رئيسة تزيد من تكرار هذه الظاهرة في القارة العجوز، منها توزيع موارد الرياح ومستويات الإشعاع الشمسي.

وتشير ظاهرة "دونكل فلاوت" إلى مُدد في أواخر الخريف أو الشتاء وتمتدّ لأيام أو أسابيع، حيث تنعدم فيها -تقريبًا- قدرة أنظمة الطاقة المتجددة على التوليد بسبب غياب كل من الرياح والإشعاع الشمسي.

واستعملت الدراسة المصطلح الألماني الشهير "دونكل فلاوت"، وهو من أكثر المفاهيم المكروهة في أوساط صناعة الطاقة، إذ يُشبه "اللعنة" التي تُصيب شبكات الكهرباء بالشلل، ويمثّل تحديًا لاستقرارها، خاصة في أوقات الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة.

انقطاع توليد الطاقة المتجددة في أوروبا

أشارت الدراسة الصادرة عن شركة الأبحاث وود ماكنزي إلى أن ظاهرة انقطاع توليد الطاقة المتجددة قد تضرب الأسواق الأوروبية بمعدل 1.6 مرة سنويًا في المتوسط.

ووجدت الدراسة أن تأثير الظاهرة يتباين بين المناطق، إذ تُعدّ الأسواق الشمالية -التي تعتمد بشدة على طاقة الرياح البحرية- الأكثر عرضة للظاهرة، نتيجة محدودية التنوع الجغرافي وتشابه المواقع.

في المقابل، تبدو الأسواق في جنوب أوروبا أقل عرضة لهذا الخطر، إذ تستفيد من استمرار التوليد الشمسي في منتصف النهار حتى خلال فصل الشتاء، ما يسهم في تلبية الطلب عبر آليات مثل تخزين البطاريات.

على سبيل المثال: تسجل بلجيكا أعلى معدل لتكرار ظاهرة "دونكل فلاوت" بواقع 3 مرات سنويًا، بينما تبقى البرتغال بمنأى عن هذه الظاهرة.

وتتركز هذه الظاهرة خلال أشهر يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني، حيث يدوم 41% منها لأكثر من 3 أيام، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

محطة رياح يمكن أن تتعرض إلى التوليد المتقطع للطاقة المتجددة
محطة رياح - الصورة من سولار فيدز

انقطاع توليد الطاقة المتجددة يربك أسواق أوروبا

أكدت الدراسة أن انقطاع توليد الطاقة المتجددة يؤدي إلى تقلّبات في سوق الكهرباء، منها ارتفاع الأسعار وتغيرات في مزيج التوليد.

فقد شهدت ألمانيا في عام 2024 حادثتين فقط من ظاهرة "دونكل فلاوت"، لكن تأثيرهما كان كفيلًا بإحداث اضطرابات في سوق الكهرباء، حيث قفزت الأسعار اليومية إلى 820 يورو (950 دولارًا)لكل ميغاواط/ساعة خلال حدث نوفمبر/تشرين الثاني وحده.

(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا).

واضطرت ألمانيا حينها إلى زيادة توليد الكهرباء بالفحم والغاز، وبلغ متوسط وارداتها من الكهرباء 10.5 غيغاواط على مدار 3 أيام.

وخلال هذين الحدثين، حققت المحطات العاملة بالغاز وقت الذروة أكثر من 50% من إجمالي إيراداتها السنوية.

وفي ضوء ذلك، حذّر المحلل لدى وود ماكنزي، ماثيو كامبل، من انتقال أوروبا إلى نظام تهيمن عليه الرياح والشمس دون فهم واضح لهذه الظواهر المتطرفة.

محطة للطاقة الشمسية يمكن أن تتعرض إلى التوليد المتقطع للطاقة المتجددة
محطة للطاقة الشمسية - الصورة من أفادا غروب

3 عوامل تفسّر تكرار انقطاع توليد الطاقة المتجددة

أرجعت وود ماكنزي ظاهرة تكرار انقطاع توليد الطاقة المتجددة إلى 3 عوامل رئيسة:

  • التمركز الجغرافي لمزارع الرياح، ويشكّل ذلك نقطة ضعف.
  • انخفاض مستويات الإشعاع الشمسي شتاءً في أسواق شمال أوروبا.
  • غياب التوافق بين إنتاج الطاقة المتجددة وأوقات ذروة الطلب.

وقال المحلل في ودد ماكنزي "كامبل"، إن الظاهرة ستصبح المحرك الرئيس لإيرادات المحطات القابلة للتشغيل عند الطلب، وإن جدوى بناء قدرات مرنة ستعتمد على الأرباح المتوقعة خلال أوقات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة سنويًا، مضيفًا أن محطات الغاز ما تزال ضرورية لضمان استقرار النظام رغم تقليص معدلات التشغيل.

ويشكّل قطاع الكهرباء محركًا للطلب على الغاز في أوروبا، مستحوذًا على ما بين 30% و50% من إجمالي الاستهلاك السنوي، إلّا أن الطلب الشهري يتقلب تبعًا للمواسم.

وفي فصل الشتاء، يبلغ الطلب على الغاز نحو 25% من الإجمالي، مع احتياجات التدفئة، ويرتفع الطلب في الصيف إلى ما بين 45-50% لأغراض التبريد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتُظهر توقعات وود ماكنزي لعام 2030 بشأن ألمانيا أن انقطاع توليد الطاقة المتجددة يفرض الاعتماد على الفحم والغاز، ليسهِما في تلبية 40% من إجمالي الأحمال، إلى جانب واردات تتجاوز 20 غيغاواط.

ولفت "كامبل" إلى أن أشد أيام الشتاء برودة غالبًا ما تتزامن مع انخفاض في إنتاج الرياح؛ ما يضاعف مخاطر نقص الإمدادات وسط ارتفاع الطلب.

لذا أكد ضرورة إعادة تفكير صنّاع السياسات في نهجهم، داعيًا إلى تنويع المواقع الجغرافية لمصادر الطاقة بدلًا من الاكتفاء بتحقيق الأهداف الكمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. انقطاع توليد الطاقة المتجددة في أوروبا، من وود ماكنزي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هيئة السكة الحديد تساهم في تأمين انتقال القضاة المشرفين على انتخابات مجلس الشيوخ
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة