توتر في العلاقات بين القاهرة وحماس بعد تصريحات "الحية".. ومصر: "ارتكب خطأ فادحًا"

تصعيد في اللهجة المصرية وتحذيرات من "احتلال كامل" لغزة

شهدت العلاقات بين القاهرة وحركة حماس توترًا ملحوظًا في أعقاب تصريحات أدلى بها القيادي في الحركة خليل الحية، اتهم فيها مصر بالتقصير في جهودها لمنع المجاعة في قطاع غزة. واعتبرت القاهرة هذه التصريحات "لا تستند إلى دليل" وقد تضر بمسار التعاون القائم، بحسب ما نقلته صحيفة "واي نت" الإسرائيلية.

رشوان: علاقات غير مستقرة وتصريحات غير مسؤولة

وفي مقابلة تلفزيونية أُجريت في وقت متأخر مساء الثلاثاء، قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن العلاقات مع حركة حماس "ليست في أفضل حالاتها"، موضحًا أن خليل الحية "ارتكب خطأً فادحًا في الحسابات"، في إشارة إلى تصريحاته الأخيرة. 

وأضاف رشوان أن مثل هذه التصريحات قد تؤثر سلبًا على التعاون القائم بين مصر والحركة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن مصر تتحرك وفق مصالحها الاستراتيجية، وأنها سبق أن واجهت خلافات أعمق مع حماس في أوقات سابقة.

فشل الوساطة وتحركات إسرائيلية مقلقة

وتأتي هذه التصريحات في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في قطر، وبعد نشر حماس تسجيلات مرئية لرهائن محتجزين في غزة، الأمر الذي زاد من الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأعاد الحديث عن إمكانية توسيع العملية العسكرية لتشمل "احتلالًا كاملًا" للقطاع.

وحذر رشوان من سيناريوهين محتملين: الأول استمرار الضغط العسكري على الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، وهو ما يتناغم مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والدعم الذي يحظى به من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق تعبيره. 

أما السيناريو الثاني، فيتمثل في تنفيذ خطة إسرائيلية للاحتلال الشامل للقطاع، وهي خطوة ستزيد الأوضاع تعقيدًا.

مصر: لا حل إلا بإنهاء الاحتلال وتحديد مصير غزة بأيدي أبنائها

وفيما أظهرت استطلاعات رأي إسرائيلية أن نحو 72% من الإسرائيليين يطالبون بإنهاء الحرب، كشف رشوان عن وجود مؤشرات على "مرونة متزايدة" من جانب حركة حماس في الشهور الأخيرة، نتيجة الضغوط المستمرة والجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق تهدئة.

وجدد المسؤول المصري التأكيد على موقف بلاده الثابت بأن مصير قطاع غزة يجب أن يقرره الفلسطينيون أنفسهم، سواء عبر السلطة الفلسطينية أو هيئة تمثيلية تنبثق من سكان القطاع، مؤكدًا أن "مصر ستقبل بأي صيغة داخلية يحددها الفلسطينيون، لكنها ترفض في الوقت ذاته استمرار الاحتلال والتجويع والقتل بحق المدنيين".