استقبل فلاحون بالجنوب الشرقي التساقطات المطرية في شهر غشت الجاري، التي تتزامن وفترة الحر الشديد، بـ”روح إيجابية”، لكن خبراء يدعون إلى “اليقظة”.
وقال إبراهيم الزين، فلاح بزاكورة فاعل جمعوي: “شهدت المنطقة مؤخرا تساقطات مطرية تعد إيجابية للغاية، خصوصا في ظل شح المياه الذي تعيشه واحات الجنوب الشرقي”.
وأضاف الزين، في تصريح لهسبريس، أن “هذه الأمطار جاءت في وقت حساس، ويحتمل أن تساهم في تخفيف العطش لدى الإنسان والمواشي على حد سواء”.
وتابع العضو بجمعية “عقد الفرشة المائية” بزاكورة: “صحيح أن جل التساقطات تركزت في مناطق بعيدة نسبيا عن الواحات، إلا أن أثرها يمتد ليشمل الفرشة المائية التي نعتمد عليها في الزراعة”، مشيرا إلى أن الأودية “انتعشت نسبيا، وهو ما ينعكس على التربة والنباتات”.
وأورد المتحدث أن هذه الأمطار لم تتسبب في خسائر فلاحية، بل ساعدت على تحسين ظروف سقي النخيل وزراعة “الفصة” الضرورية لتغذية المواشي.
لكن هناك بعض الإكراهات المتواصلة في هذه الفترة، وفق الزين، منها الحرارة العالية التي تسرّع تبخر المياه. مطالبا بـ”تسريع إنجاز السدود التلية لحجز هذه الكميات المهمة”.
من جهته، أفاد رياض أوحتيتا، خبير في المجال الفلاحي، أن ما نعيشه اليوم من تساقطات مطرية خارج الموسم المعتاد “دليل واضح على التحولات المناخية التي يشهدها المغرب والعالم”.
وأضاف أوحتيتا، في حديث لهسبريس، أن هذه التغيرات باتت متكررة وتشكل تحديا جديدا للفلاحة القروية؛ إذ إن توقيت هذه الأمطار، وسط فترة “الصمايم”، يربك التوازن البيئي ويؤثر على الأنظمة الزراعية.
وأوضح المتحدث أن الاختلال المفاجئ في الرطوبة والحرارة قد يؤدي إلى ظهور فطريات وأمراض نباتية، وعلى الرغم من أن هذه التساقطات تساهم في تغذية الفرشة المائية، إلا أن أثرها السلبي قد يظهر لاحقا إذا لم يكن الفلاح مستعدا.
وزاد: “يجب تكثيف الإرشاد الفلاحي في هذه الفترة الحساسة عبر إطلاق حملات تحسيسية حول سبل الوقاية من الأمراض النباتية بعد هذه الظروف الاستثنائية، والمعالجة المبكرة التي قد تحد من الأضرار قبل أن تتفاقم مستقبلا”.