كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عبر رحلة جوية عسكرية أردنية لإسقاط المساعدات، مشاهد مروعة لقطاع غزة الذي دمره الهجوم الإسرائيلي، حيث بدت المدن كأنها أطلال حضارة قديمة، تحولت إلى أنقاض وركام، وطرقات مقطوعة لا تؤدي إلى أي مكان، في مشهد يشبه نهاية العالم.
وقالت الصحيفة إن غزة كانت حتى أقل من عامين مكانًا نابضًا بالحياة، بأسواق مكتظة وشوارع مليئة بالأطفال، لكنها الآن أصبحت مدينة محيت معالمها بالكامل نتيجة حملة عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة.
رحلة إنزال المساعدات تكشف المشهد الإنساني الكارثي
انطلقت الرحلة على متن طائرة عسكرية أردنية، حيث أُلقيت ثلاثة أطنان من المساعدات الإنسانية فوق القطاع، وهي كمية وصفت بأنها "بعيدة عن الكفاية" لمواجهة الأزمة الغذائية ونقص الإمدادات الطبية التي تهدد بكارثة إنسانية.

وأوضحت "الجارديان" أن إسرائيل كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي استئناف عمليات الإنزال الجوي الإنساني بعد ضغوط دولية متزايدة، مشيرة إلى أن غزة ما زالت منطقة شبه معزولة عن وسائل الإعلام الدولية منذ 7 أكتوبر، بعد منع الصحفيين الأجانب من دخولها.
230 صحفيًا فلسطينيًا قضوا أثناء التغطية
من ارتفاع 600 متر، التقطت الكاميرات مشاهد لمواقع القصف والحصار، وثقها الصحفيون الفلسطينيون رغم المخاطر، حيث قُتل أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا خلال الحرب، ودُفنوا في مقابر أُعدت على عجل وسط الأنقاض.
" title="Gaza before and after: new video shows extent of Israel's destruction" frameborder="0">
شمال غزة ومخيم النصيرات.. أراضٍ قاحلة من الخرسانة
حلقت الطائرة فوق أنقاض شمال غزة ومدينة غزة، حيث تحولت المباني إلى ركام، والطرق امتلأت بالحفر، وأحياء بأكملها أزيلت من الخريطة، ومن خلال عدسات التصوير، ظهرت مجموعات صغيرة من السكان وسط الدمار، كعلامة وحيدة على الحياة.
وعند اقتراب الطائرة من مخيم النصيرات، فُتح الباب الخلفي لتنزلق منه منصات المساعدات، فيما انتشرت المظلات خلفها وهي تهبط نحو الأرض، في محاولة لإغاثة من تبقى وسط الركام.