ترامب يستضيف زعيمي أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض.. ما علاقة جائزة نوبل؟

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستقبال كل من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل، في إطار مساعيه للتوسط في اتفاق سلام تاريخي بين البلدين اللذين ظلا عالقين في نزاع مسلح ممتد منذ عقود حول إقليم ناغورنو كاراباخ.

وأكد اثنان من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، لصحيفة واشنطن بوست، أن الاجتماع المقرر يأتي ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية يسعى من خلالها ترامب إلى تعزيز دوره كوسيط سلام عالمي، في وقت يتطلع فيه إلى تحقيق مكاسب سياسية ودولية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

وأشار أحد المسؤولين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموضوع، إلى أنه من المحتمل الإعلان عن اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان خلال القمة الثلاثية المرتقبة في البيت الأبيض.

وأضاف أن المحادثات ستكون حاسمة في تحديد مستقبل العلاقة بين البلدين بعد سنوات من التوتر والحروب.

وكان الزعيمان اجتمعا الشهر الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة لإجراء محادثات سلام أولية، إلا أن هذه اللقاءات لم تُسفر عن نتائج ملموسة، رغم تلميحات رسمية في وقت سابق من هذا العام إلى قرب التوصل إلى اتفاق مبدئي.

ويعود أصل النزاع بين البلدين إلى انفصال إقليم ناغورنو كاراباخ عن أذربيجان عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث كان الإقليم يضم غالبية أرمنية، قبل أن تتمكن القوات الأذربيجانية من استعادة السيطرة عليه في سبتمبر 2023، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الأرمن في موجة نزوح وُصفت بأنها تهجير قسري.

وفي سياق متصل، أعاد ترامب التأكيد على التزامه بحماية الأقليات الدينية، حيث نشر في أكتوبر الماضي عبر منصة تروث سوشيال أنه سيعمل على وقف العنف والتطهير العرقي، مشددًا على دعمه للمسيحيين الأرمن الذين "تعرضوا للاضطهاد والتهجير القسري"، كما انتقد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بسبب "تجاهلها لما يتعرض له 120 ألف مسيحي أرمني".

ويأتي هذا التحرك في وقت يواصل فيه ترامب إبراز دوره في حل النزاعات الدولية، إذ سبق له أن احتفل في يونيو الماضي بتوقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في البيت الأبيض، ووصف ذلك بأنه إنجاز دبلوماسي يُضاف إلى سلسلة نجاحاته، مشيرًا إلى أنه "حقق السلام بين الهند وباكستان، وإسرائيل وإيران، ودول أخرى" خلال فترة وجيزة.

وساهمت هذه التحركات في تصاعد موجة الترشيحات لترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، حيث أعلنت كمبوديا وباكستان ترشيحه للجائزة، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوليو الماضي عزمه ترشيح ترامب كذلك، في محاولة لإبراز دوره الدولي كصانع للسلام.

ومن المقرر أن تُمنح جائزة نوبل للسلام في ديسمبر المقبل، وسط ترقب عالمي لما إذا كانت جهود ترامب الأخيرة ستُثمر باتفاق سلام فعلي بين أرمينيا وأذربيجان، يطوي صفحة دامية من تاريخ المنطقة.