خبير: ترامب يستخدم الرسوم الجمركية كأداة لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي

الرسوم الجمركية

قال ماهر الفرزلي، مدير عام معهد الاقتصاد الأوروبي الآسيوي ومستشار البنك الدولي لتشجيع الاستثمارات في البنى التحتية، إن التعديلات الأخيرة التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرسوم الجمركية ليست مجرد إجراءات تجارية تقليدية، بل هي خطوة ضمن محاولة لإعادة تشكيل النظام المالي والاقتصادي العالمي.

وأوضح الفرزلي في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج أن يوم الجمعة، الذي شهد إعلان التعديلات، لم يسجل تراجعًا حادًا في الأسواق المالية الأمريكية والأوروبية، رغم انخفاض مؤشرات مثل النازداك والداو جونز وS&P 500، معتبرًا أن "القلق كان محدودًا، لكنه قائم".

التعديلات الجمركية.. أداة لفرض واقع اقتصادي جديد

يرى الفرزلي أن ترامب بدأ تحركه في أبريل بشكل "فوضوي وبدون تخطيط"، حين فتح عدة جبهات تجارية بالتوازي ضد الصين، أوروبا، كندا، المكسيك وحتى بريطانيا. وأشار إلى أن تلك المرحلة شهدت "فشلًا واضحًا"، تمثل في انسحاب المستثمرين الكبار من الأسواق الأمريكية.

لكن هذا الفشل – وفقًا للفرزلي – تحوّل بسرعة إلى نجاحات تكتيكية، حين بدأ ترامب يعزل الدول ويبرم اتفاقات منفردة معها، ما أضعف التكتلات الإقليمية الكبرى.

ردًا على سؤال حول أهمية الإشارة إلى بريطانيا، رغم أنها لم تعد عضوًا في الاتحاد الأوروبي، أوضح الفرزلي أن ذلك يعكس تراجع قوة التكتل الأوروبي. ففي أبريل ومايو، كان التوقع أن تتحرك بريطانيا وأوروبا بصوت موحد، لكن الاتفاق الأمريكي البريطاني الفردي كان ضربة لهذا التوقع، وأظهر ضعف قدرة أوروبا على الحفاظ على جبهة موحدة.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

اتفاقيات منفصلة.. هل هي الأسلوب الأفضل؟

بالرغم من أن المحاورة أشارت إلى أن الاتفاقات التجارية يجب أن تكون بطبيعتها مختلفة وفقًا لطبيعة السلع وفوائض الدول، أصر الفرزلي على أن ترامب يستغل هذا الواقع لتعزيز موقفه التفاوضي، وأن التوقيع الثنائي يمنحه هيمنة أكبر مقارنة بمفاوضات متعددة الأطراف.

أوروبا وقمة أبردين.. صفقة واحدة ولكن من موقع ضعف

أشار الفرزلي إلى أن الاتفاق الأوروبي الأمريكي الذي تم توقيعه مؤخرًا في "قمة أبردين"، جاء من موقع ضعف أوروبي، مؤكدًا أن أوروبا اضطرت لقبول شروط أمريكية أكثر صرامة في ظل تفكك مواقفها الداخلية.

التوجه الحالي: سويسرا، كندا، تايوان

في ختام حديثه، أشار إلى أن ترامب حاليًا يوجه أنظاره نحو حلفاء اقتصاديين كبار مثل سويسرا، كندا، وتايوان، في محاولة لتوقيع صفقات "تُعيد رسم قواعد التجارة العالمية" وتُعزز "مصالح الولايات المتحدة أولًا".