
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الأحد، تقريرًا مفصلًا يسلّط الضوء على التصعيد الجديد في المنافسة بين “ميتا” و”آبل”، وذلك بعدما كشف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، عن رؤيته المستقبلية التي تراهن على الذكاء الاصطناعي والنظارات الذكية لتجاوز ما وصفه بـ”هيمنة آيفون” على الحوسبة اليومية.
وفي منشور مطوّل عبر الإنترنت، تحدّث زوكربيرغ عن مرحلة جديدة من التفاعل البشري مع التكنولوجيا، قائلًا إن الأجهزة القابلة للارتداء، مثل النظارات التي “ترى وتسمع وتفهم”، ستصبح “الأجهزة الحوسبية الأساسية” بدلًا من الهواتف الذكية. وقدّمت “ميتا” في الأشهر الأخيرة عروضًا مغرية تتجاوز 100 مليون دولار لاستقطاب خبراء الذكاء الاصطناعي في إطار سباق عالمي بين شركات التكنولوجيا الكبرى.
ووفق تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن “ميتا” تطوّر حاليًا نظارات ذكية تُعرف باسم Orion، مخصصة لجعل التفاعل مع مساعدات الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحياة اليومية. وترى الشركة أن هذا التحول سيمهد الطريق لعصر “الذكاء الشخصي الفائق”، وهو مفهوم يعتمد على إنشاء مساعد رقمي يُجسّد احتياجات المستخدم ويفهم سياقه اليومي.
ويأتي هذا التوجه في وقتٍ تواجه فيه “آبل” انتقادات بشأن بطئها النسبي في مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي، مقارنة بشركات مثل “ميتا” و”أوبن إيه آي”. وقد عبّر زوكربيرغ خلال مداخلاته عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على تقنيات الواقع المعزز من حيث سرعة الانتشار والاعتماد، مشيرًا إلى أن “الميزة الكبرى ستكون في التفاعل اليومي المستمر، لا في الخيال الهولوغرافي وحده”.
من جهته، قلل تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة “آبل”، من أهمية هذا التحول، مؤكدًا أن “الآيفون” لا يزال يحتل موقعًا محوريًا في حياة المستخدمين، من التصوير إلى التواصل وإدارة المال. لكنه لم يُخفِ انفتاحه على تطوير “أجهزة مكمّلة” في المستقبل، دون الإقرار بإمكانية تجاوز الهواتف الذكية بالكامل.
ويعيد هذا السجال التكنولوجي إلى الأذهان محاولات “ميتا” السابقة لكسر احتكار “آبل” و”غوغل” لسوق الهواتف، سواء عبر إطلاق هاتف خاص أو الاستثمار في الواقع الافتراضي. ومع فشل هذه المحاولات في تحقيق تبنٍ جماهيري واسع، يبدو أن “ميتا” تراهن هذه المرة على نقطة ضعف لدى “آبل”: تأخرها في خوض سباق الذكاء الاصطناعي بجدية مماثلة.
ويشير مراقبون إلى أن رهانات “ميتا” قد تعيد تشكيل السوق العالمية للأجهزة الذكية، خاصة إذا تمكنت من تقديم منتج فعّال يُغني تدريجيًا عن استخدام الهاتف التقليدي. وفي المقابل، يبقى مستقبل “آيفون” رهينًا بمدى تجاوب “آبل” مع التحديات الجديدة، لا سيما في ظل تصاعد التنافس داخل ما يوصف بأنه “سباق الحوسبة القادم”.