انتشار ماكينات الـ ATM في مصر اليوم يبدو شيئاً عادياً للمارة وقد لا يخلو شارع رئيسي في مصر بدون ماكينة صراف آلي ATM لكن كيف بدأت قصة الـ ATM وأين كانت أول ماكينة صراف آلي؟ .. في هذا التقرير نستعرض حكاية الخزينة الليلية وهي أول ماكينة صراف آلي في مصر قبل أن يطلق عليها الـ ATM.
في منطقة وسط البلد وبالتحديد في شارع محمد فريد، توجد ماكينة معدنية أثرية تلفت الأنظار بشكلها المميز، هي "الخزينة الليلية"، أول ماكينة صراف آلي ATM من نوعه استخدمته البنوك المصرية لإتاحة الإيداع خارج ساعات العمل، في ما يمكن اعتباره النواة الأولى لفكرة الصراف الآلي «ATM» في مصر.
فكرة سابقة لعصرها
يرجع تاريخ "الخزينة الليلية" إلى ما يقرب من 100 عام، حين قرر رائد الاقتصاد المصري ومؤسس بنك مصر، طلعت حرب باشا، أن يواجه واحدة من أهم المشكلات التي كانت تواجه العملاء آنذاك، وهي عدم إمكانية إيداع الأموال في البنك بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.
في ذلك الوقت، كانت البنوك تعمل حتى ساعات محددة من النهار فقط، ما شكل عائقًا أمام التجار والصناع وأصحاب رؤوس الأموال الذين ينتهون من أعمالهم متأخرًا لكن طلعت حرب لم يرضَ بتلك العقبة، وقرر أن يجلب الحل من العاصمة البريطانية لندن، حيث تم تصنيع أول خزينة ليلية خصيصًا لبنك مصر وبعدها تم تصعينع أخري في وسط البلد أيضا للبنك الأهلي المصري.

أول خزينة ليلية في مصر
بعد تصنيعها، تم تثبيت الخزينة داخل الجدار الخارجي لأحد فروع بنك مصر، وجاء تصميمها على هيئة إطار حديدي مربع، تعلوه لافتة كتب عليها بخط بارز "الخزينة الليلية"، وتحتها بخط صغير يمكن للقريب فقط رؤيته اسم البنك "بنك مصر".
من خلال هذه الخزينة، أصبح بإمكان العملاء إيداع أموالهم في أي وقت من الليل دون الحاجة إلى الانتظار لليوم التالي. ولزيادة الأمان والخصوصية، كان البنك يسلم كل عميل مفتاحًا مخصصًا للخزينة، يمكّنه من استخدامها وقتما يشاء.

طريقة عمل الخزينة الليلية
عملية الإيداع في الخزينة الليلية كانت بسيطة لكنها مبتكرة في زمانها حيث كان العميل يكتب اسمه ورقم حسابه على ظرف يحتوي على المبلغ النقدي، ثم يستخدم المفتاح لفتح الخزنة، ويضع الظرف داخل أسطوانة معدنية تؤدي إلى خزانة مؤمنة داخل البنك.
في اليوم التالي، تقوم لجنة من موظفي البنك بفتح الخزينة من الداخل، وجمع المظاريف، ثم إدخال البيانات على النظام وتوثيق المبالغ في حسابات أصحابها، ورغم مرور قرن من الزمان، لا تزال الخزينة الليلية موجودة في مكانها حتى الآن كأثر تاريخي حي، وقد يعتبرها البعض أول "ATM" بدائي عرفته مصر، قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة بكثير.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.