خلال الساعات الماضية كشفت وسائل الإعلام السودانية أن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس سيزور القاهرة غدًا، في أول زيارة له منذ توليه منصب رئيس الوزراء.
الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون لماذا ذهب كامل إدريس إلى مصر لماذا ذهب إلى القاهرة، الأمر الذي جعل "الفجر" تجيب على ذلك من خلال هذا التقرير.
العلاقات المصرية السودانية
تتمتع العلاقات بين السودان ومصر بأهمية استراتيجية فريدة، تستند إلى روابط تاريخية وجغرافية وثقافية متجذرة، فضلًا عن المصالح المشتركة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وقد زادت أهمية هذه العلاقات في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، بما في ذلك النزاعات المسلحة في السودان، وتغير موازين القوى في منطقة القرن الإفريقي، وتأثيرات سد النهضة الإثيوبي.
أولًا: الروابط التاريخية والثقافية
الروابط التاريخية: يمتد التاريخ المشترك بين الشعبين إلى آلاف السنين، بدءًا من الممالك النوبية القديمة وصولًا إلى فترات الاستعمار وما بعدها. كما أن التجربة السياسية في البلدين كانت متداخلة، خاصة خلال حقبتي ما بعد الاستقلال.
النسيج الاجتماعي: هناك تشابه عميق في البنية الاجتماعية والثقافية، بما في ذلك اللغة، والدين، والعادات، بالإضافة إلى التداخل القبلي على جانبي الحدود.
ثانيًا: المصالح السياسية والأمنية
ملف الأمن الإقليمي: تستدعي الأوضاع في السودان اهتمامًا مصريًا مباشرًا، خاصة في ظل تصاعد الحرب الداخلية، وتداعياتها على الأمن القومي المصري من جهة الجنوب.
التنسيق في المحافل الدولية: تسعى مصر للحفاظ على وحدة واستقرار السودان كجزء من رؤيتها الإقليمية، وتدعم الحلول السياسية التي تمنع الانزلاق نحو التقسيم أو الفوضى.
ثالثًا: التعاون الاقتصادي والتجاري
الاستثمار والتبادل التجاري: تُعد مصر من الشركاء التجاريين المهمين للسودان، حيث تنشط الشركات المصرية في مجالات الزراعة، والصناعة، والبنية التحتية. كما أن السودان يوفر فرصًا واعدة للاستثمار المصري، خاصة في القطاع الزراعي.
المعابر والتجارة الحدودية: يشكّل معبر "أشكيت–قسطل" الحدودي شريانًا حيويًا للتجارة الثنائية، ويُسهّل حركة البضائع والمواطنين.
رابعًا: المياه وسد النهضة
قضية نهر النيل: يشكّل نهر النيل محورًا مشتركًا للسياسات المائية في البلدين، ويستدعي تنسيقًا دائمًا في ظل التحديات التي يفرضها مشروع سد النهضة الإثيوبي.
المواقف المتقاربة: رغم بعض التباينات الظرفية، إلا أن المصلحة الاستراتيجية تقتضي موقفًا موحدًا في حماية الحقوق المائية لكلا الدولتين.
خامسًا: الدور الشعبي والإعلامي
التواصل الشعبي: توجد جاليات كبيرة من السودانيين في مصر، وامتدادات أسرية وقبلية مشتركة، تسهم في تعزيز التفاهم والتكامل بين الشعبين.
الإعلام والرأي العام: يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الانطباعات المتبادلة، ما يتطلب خطابًا مسؤولًا يعكس عمق العلاقة ويعزز التضامن في مواجهة الأزمات.
تحديات العلاقات
التدخلات الخارجية: قد تؤثر بعض القوى الإقليمية والدولية على مسار العلاقات الثنائية من خلال دعم أطراف متصارعة داخل السودان أو محاولة إضعاف التعاون المصري-السوداني.
ملفات عالقة: من أبرزها ملف حلايب وشلاتين، الذي يتطلب إدارة حكيمة لا تؤثر على مجمل العلاقات الاستراتيجية.