"التحدث إلى شوبنهاور ليلًا”.. مجموعة قصصية تبحث عن الإنسان وسط العتمة

صدر حديثًا عن دار ملاذ للنشر والتوزيع المجموعة القصصية “التحدث إلى شوبنهاور ليلًا” للكاتب المصري محمود لطفي، وهي عمل أدبي يتسم بعمق فلسفي وتأملات إنسانية حادة، يضم عشر قصص قصيرة تتنوّع في موضوعاتها بين الوجودي والاجتماعي والنفسي، وتعتمد على تتبّع التحولات الداخلية للشخصيات في مواجهتها لأسئلة المعنى، الهوية، والانكسار.

تُبنى النصوص على مقاربات سردية معاصرة تمزج بين الواقع والتأمل، وتفتح الباب أمام القارئ للغوص في مناطق الحيرة والخذلان، لا لتقديم أجوبة، بل لتأمل الأسئلة نفسها، بما يمنح المجموعة طابعًا تأمليًا يتجاوز الحكاية ليصل إلى جوهر التجربة الإنسانية.

في بعض القصص، يتحاور السرد بشكل رمزي مع رموز فلسفية، كما في العنوان الذي يستدعي الفيلسوف آرثر شوبنهاور، بينما تميل قصص أخرى إلى تصوير مفارقات الحياة اليومية من خلال مواقف مأزومة أو دلالات رمزية دقيقة.

يقول الكاتب عن الدافع وراء العمل:
“جاءت كتابة هذه المجموعة كامتداد لتجربة شخصية تسعى إلى فهم الذات والعالم من خلال السرد. لم يكن الهدف إثبات موقف أو تبنّي طرح فكري، بقدر ما كان محاولة لتسجيل حالات إنسانية يمكن أن يمر بها أي فرد: الشك، الشعور بالرفض، الرغبة في التعبير، والانشغال بأسئلة لا إجابات نهائية لها.”

تتضمّن المجموعة مقاطع تنضح بالصدق والحدة والدهشة، مثل:

“كبرنا وواجهنا، ونلنا لكمات من هذا العالم، إلى أن بكينا، وإن كان سرًا. تساءلت: كيف كان يواجه أبي هذا العالم؟ هل بكى؟ أظنه بكى!”