
كشف تقرير صادر عن مشروع “أريد أن أعيش”، التابع للهيئة التنسيقية لشؤون التعامل مع أسرى الحرب، والمدعوم من طرف وزارة الدفاع والاستخبارات الأوكرانية، ويستهدف أفراد الجيش الروسي الراغبين في الاستسلام طوعًا، عن وجود مواطنين مغاربة إلى جانب آخرين من جنسيات أخرى في إفريقيا وأوروبا وآسيا، يقاتلون كمتطوعين في صفوف الجيش الروسي الذي يخوض حربًا مع أوكرانيا.
وذكر التقرير ذاته أن روسيا تستعين بمقاتلين أجانب يوقعون عقودًا مع وزارة الدفاع الروسية لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن “المعلومات المتوفرة تؤكد أنه اعتبارًا من العام الجاري يوجد مقاتلون من 121 دولة حول العالم ضمن صفوف الجيش الروسي، كما يوجد حاليًا أكثر من مئة مرتزق أجنبي من 33 دولة في الأسر الأوكراني، من بينهم مواطنون من المغرب والكاميرون ومصر ودول أخرى”.
ونشر المصدر ذاته صورًا لمقاتلين أجانب في صفوف الجيش الروسي، تم أسرهم من طرف القوات الأوكرانية، من ضمنهم مواطن مغربي، مسجلاً أن “هؤلاء الأسرى يحتجزون في الظروف نفسها التي يحتجز فيها الأسرى الروس داخل معسكرات مخصصة لأسرى الحرب، ويستفيدون من زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، مبرزًا أن “الدول التي تهتم بمواطنيها ترسل موظفي سفاراتها بشكل دوري لزيارتهم”.
كما أورد التقرير أن القوات المسلحة الروسية تواصل استقطاب مقاتلين أجانب للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا من دول على رأسها الصومال والسنغال والمغرب وبلدان أخرى، مبرزًا أن “قصص هؤلاء الأسرى الأجانب تمثل تحذيرًا لأي شخص يبحث عن المال من أن الانخراط كمقاتل في صفوف الجيش الروسي يعني أن تكون مجرد وقود لحرب إجرامية لا تخصك”، بحسبه.
وذكرت مواقع أجنبية، منها موقع “فاژنيي إستوريي”، في وقت سابق، أن الجيش الروسي جند ما بين أبريل 2023 وماي 2024 أكثر من 1500 مقاتل أجنبي من أكثر من 48 دولة، فيما أكدت مصادر إعلامية أخرى أن الجيش الأوكراني نجح في القضاء على أكثر من 500 أجنبي ممن يقاتلون إلى جانب جيش روسيا الذي يقود منذ أواخر فبراير من سنة 2022 عملية خاصة في أوكرانيا من أجل ضمان الأمن القومي الروسي وحماية سكان منطقة “دونباس” ذات الأغلبية الروسية، حسب موسكو.
على الطرف المقابل فرض الجيش الأوكراني هو الآخر تجنيدًا إجباريًا على عدد من المواطنين الأجانب الحاصلين على الجنسية الأوكرانية، في محاولة لتعزيز صفوف القوات المسلحة وتعويض النقص البشري الناتج عن الخسائر المتزايدة في ساحة المعركة، وفق ما أكدته مصادر لجريدة هسبريس الإلكترونية في وقت سابق، أشارت إلى انخراط عدد من المغاربة مزدوجي الجنسية، كرها، في جبهات القتال ضد القوات الروسية.
ويعيد هذا الموضوع إلى الواجهة قضية الشاب المغربي إبراهيم سعدون الذي كان يتابع دراسته في أوكرانيا، ليلتحق بعدها بصفوف جيشها، قبل أن يتم أسره على يد القوات الروسية في معركة “على تخوم مدينة فولنوفاخا”، وأصدرت محكمة في “دونيتسك” حكمًا بالإعدام في حقه، لكن أُطلق سراحه لاحقًا بوساطة سعودية، ليعود إلى المغرب.