أكد الدكتور صفوت الديب، الخبير الاستراتيجي أن مصر كان يجب أن تنسق مع الملك فيصل خلال تدخلها في حرب اليمن، مشيرا إلى أن الملك السعودي كان لديه هواجس أمنية من وجود القوات المصرية على حدود بلاده.
وقال الديب خلال برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على قناة "صدى البلد": "الشيء الوحيد الذي كان يحتاج إلى مزيد من التنسيق هو التواصل مع الملك فيصل، الذي كانت لديه هواجس أمنية من وجود قوات مصرية على حدود بلاده".
وأضاف: "الوجود المصري في اليمن جعل البحر الأحمر، من السويس حتى الحُديدة، بحيرة مصرية بالكامل لمدة خمس سنوات، وكان هذا له قيمة استراتيجية هائلة، خلال تلك الفترة، لم تستطع أي قطعة بحرية أو طائرة أمريكية اعتراض القوات المصرية التي تمر عبر البحر الأحمر. وكان خط الطيران بين القاهرة وصنعاء يعمل بشكل منتظم".
وتابع: "عندما اندلعت حرب أكتوبر 1973، قامت مصر بإرسال ثلاث قطع بحرية لإغلاق مضيق باب المندب، لكنها لم تكن كافية وحدها وقد تعاونت معنا الدولتين اليمنيتين - الشمالي والجنوبي - في تلك المهمة، وشاركت قواتهم البحرية في إغلاق المضيق، وهو ما يُعد ردًا للجميل".
وعن الادعاءات التي تشير إلى أن وجود القوات المصرية في اليمن كان أحد أسباب نكسة 1967 قال الديب: "الربط بين وجود القوات المصرية في اليمن وهزيمة 1967، فهو غير دقيق، القوات الموجودة في اليمن كانت فرقة مشاة تقريبًا، ولو كانت موجودة في سيناء لما غيّرت شيئًا من نتيجة الحرب".
وأوضح: "في عام 1967، كانت الكارثة في قصف الطيران المصري على الأرض، ثم قرار الانسحاب العشوائي الذي صدر دون دراسة، مما جعل القوات تنسحب على طرق مفتوحة، عرضتها للتدمير".
وأكمل: "وجود قوات خارج مسرح العمليات، كالقوات العائدة من اليمن، كان له دور إيجابي، فقد ساهمت في إنشاء الخط الدفاعي الأول في نوفمبر بعد الحرب، لو كانت تلك القوات قد تم تدميرها ضمن باقي القوات في سيناء، لما كان هناك نواة لإعادة بناء الجيش".
واختتم: "المشكلة لم تكن في عدد القوات ولا في وجودها في اليمن، بل في سوء اتخاذ القرار، وعلى رأس ذلك قرار الانسحاب غير المدروس الذي صدر عن المشير عبد الحكيم عامر بعد انهيار أعصابه، مما عجّل بالهزيمة".
