احتفاء بالذكرى الـ26 لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في ميامي حفل استقبال رسمي شهد حضورا لافتا لمسؤولين محليين بولاية فلوريدا، إلى جانب شخصيات من مجالات الأعمال والثقافة والإعلام، وممثلي السلك القنصلي، وعدد كبير من أفراد الجالية المغربية.
يأتي هذا الاحتفال بعد نحو شهر ونصف الشهر على افتتاح القنصلية العامة للمملكة في ميامي، التي تمثل أول تمثيل دبلوماسي مغربي بالمنطقة. وأكدت القنصل العام، شفيقة الهبطي، أن افتتاح هذه البعثة يجسّد انخراط المغرب في حوار دولي متجدد، ويعكس حرصه على بناء جسور التواصل بين إفريقيا والأمريكيتين في إطار رؤية تتجاوز الجغرافيا نحو التقارب بين الشعوب.
وفي كلمتها، شددت الهبطي على أن إفريقيا تمثّل ركيزة أساسية في هوية المغرب ودبلوماسيته، مشيرة إلى أن العاهل المغربي أرسى سياسة خارجية قائمة على الفعل لا الخطاب، عبر جعل القارة السمراء أولوية استراتيجية ضمن تحرّكات المملكة إقليميا ودوليا.
وأوضحت أن القنصلية الجديدة لا تقتصر مهامها على تقديم الخدمات للجالية المغربية، بل تسعى إلى تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية مع مختلف الفاعلين في جنوب شرق الولايات المتحدة، وتوسيع دائرة الشراكة مع مختلف المكونات المجتمعية في ولاية فلوريدا.
وفي لفتة رمزية تعبّر عن عمق هذه العلاقات، أعلنت عمدة مقاطعة “ميامي-ديد”، دانييلا ليفين كافا، رفقة رئيس مجلس المفوضين وأعضاء المجلس، عن اعتماد يوم 30 يوليوز من كل سنة يوما رسميا للاحتفال بعيد العرش المغربي داخل المقاطعة، تقديرا لرمزية المناسبة وما تحمله من دلالات في وحدة واستمرارية الدولة المغربية.
وفي بيان التبني الرسمي، قالت المديرة المساعدة للتنمية الاقتصادية في المقاطعة، ماريا دريفوس-أولفرت، إن عيد العرش “يمثل لحظة وطنية بالغة الأهمية تجسّد فخر المغاربة بقيادتهم، وتبرز إنجازات المملكة في مجالات التنمية والبنية التحتية والتقدم الاقتصادي”.
من جهته، وصف المدير التنفيذي لائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة “ميامي-ديد”، جيرارد فيليبو، المشاركة في هذا الحدث بأنها “شرف كبير”، مؤكّدا أن المناسبة تعكس وحدة الشعب المغربي وديناميته تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
كما أشار إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب و”ميامي-ديد” تجاوزت 100 مليون دولار خلال عام 2024، فيما بلغت أكثر من 7.2 مليار دولار على المستوى الوطني بين المغرب والولايات المتحدة، وتغطي قطاعات حيوية كالنسيج، والإلكترونيات، والصناعات الغذائية، والآليات.
واختتم الحفل بدعوة من مسؤولي المقاطعة إلى سكانها للانخراط في هذه المناسبة السنوية، باعتبارها فرصة لتكريس التبادل الثقافي وتعزيز الحوار بين الشعوب في مدينة تعرف بتنوعها وامتدادها الدولي.