أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الولايات المتحدة تعاقب الضحية من خلال فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية.
وقال “البرغوثي” في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "بدلًا من أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، بفرض عقوبات على من يرتكب الآن أبشع المجازر الوحشية والإبادة الجماعية في غزة، والتطهير العرقي، وتجويع أكثر من مليونين ومئتي ألف إنسان حتى الموت، تقوم بمعاقبة الضحية، وهو الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "عقاب الضحية ليس فقط من خلال هذا الإجراء ضد منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، بل من خلال مجمل السياسة والسلوك الأمريكي تجاه ما يجري في المنطقة، وصمت الولايات المتحدة، بل دعمها المطلق لإسرائيل في كل ما تقوم به، من تزويدها بالسلاح، إلى حمايتها في مجلس الأمن، وتوفير الدعم السياسي واللوجستي لها بكل الوسائل، لحكومة فاشية هي الحكومة القائمة الآن في إسرائيل".
وتابع: "هذا أمر ليس فقط مستهجنًا بل عجيب، ويدل على أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تكتفي بدعم الجرائم الجارية، بل متورطة فيها بشكل مباشر هذا الرد الأمريكي يأتي على خلفية قرار عدة دول أوروبية وغيرها بإنهاء ترددها والاعتراف بدولة فلسطين، ولو أن بعض هذه الاعترافات جاء مشروطًا، وهو أمر خاطئ".
وواصل: "الولايات المتحدة، التي كانت تدعي سابقًا تأييدها لحل الدولتين، باتت الآن تتخذ موقفًا انتقاميًا من الشعب الفلسطيني لمجرد أن دولًا اعترفت بحق هذا الشعب في تقرير مصيره".
وأكمل: "هذا الإجراء الأمريكي لن يؤثر كثيرًا، قد يحد من زيارات بعض المسؤولين الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة، لكن الأخطر أنه يكشف وهمًا لا بد أن تتخلى عنه السلطة الفلسطينية نفسها، وهو وهم أن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور الوسيط الإدارة الأمريكية الحالية ليست وسيطًا، بل حليف مطلق وداعم لجرائم الحرب التي تُرتكب الآن في قطاع غزة والضفة الغربية".
واختتم: "قبل أيام، قُتل مواطن أمريكي من أصل فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية في بلدة المزرعة الشرقية أثناء زيارته لفلسطين، على يد مستوطنين إرهابيين ورغم ذلك، لم تفعل الولايات المتحدة شيئًا".
