في السنوات الأخيرة، أثبتت الفنانة تارا عماد مكانتها كواحدة من أبرز النجمات الشابات في الساحة الفنية، لا تعتمد على الجمال فقط، بل تقدم أدوارًا تتطلب نضجًا ووعيًا وشغفًا حقيقيًا، ما جعلها تحصد إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
بدأت مشوارها في سن صغيرة، ودرست في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشاركت في أعمال درامية وسينمائية هامة أبرزها: الكويسين، يوم 13، الصفارة، صاحب السعادة، وتحقيق.
لكن عامي 2024 و2025 حملا نقلة نوعية في مسيرتها، إذ قدّمت دورًا استثنائيًا في مسلسل "كتالوج" وقدمت شخصية مختلفة تمامًا في حكاية "Just You" كما تنتظر عرض فيلمها الجديد "درويش" التقينا بها لتحدثنا عن هذه التجارب وما حملته من مشاعر، فكان هذا الحوار:
بدايةً، حدثينا عن تجربتك في مسلسل "كتالوج"، والتي كانت الأقرب إلى قلبك مؤخرًا.. ما الذي ميّز هذا العمل عن غيره؟
صراحةً، هذا العمل كان مختلفًا عن أي عمل آخر قدمته في حياتي، تم عرضه علي قبل وفاة والدتي بأيام قليلة، واستكملنا العمل وكنت لا أزال أعيش حالة من الحزن العميق.. في أول مشهد لي، قلت عبارة "ادعوا لها بالرحمة"، ولم أكن أؤديها تمثيلاً، بل كانت نابعة من قلبي مباشرة.. شعرت أن والدتي كانت حاضرة معي، وأنني أتحدث إليها من خلال الدور.
هل أثّرت هذه الحالة النفسية على أدائك في المشاهد؟
نعم، بشكل كبير، لم أكن أحتاج إلى "أداء تمثيلي" في كثير من المشاهد، لأن المشاعر كانت حقيقية وصادقة.. كنت أعود إلى المنزل بعد التصوير متعبة نفسيًا، شعرت بأنني لا أمثل، بل أعيش لحظة إنسانية أمام الكاميرا.. بالطبع الجمهور شعر بذلك، وتلقيت رسائل من أشخاص قالوا لي إنهم بكوا أثناء المشاهد، وهذا كان مؤثرًا جدًا بالنسبة لي.
وماذا عن مشاركتك في "Just You"؟ شخصية الصحفية "سارة" تبدو معقّدة نفسيًا.. كيف تعاملتِ معها؟
شخصية "سارة" جذبتني منذ اللحظة الأولى، امرأة ناجحة من الخارج، لكنها مكسورة من الداخل.. تحاول أن تظهر قوية، بينما هي في الواقع منهارة تمامًا، أحببت هذا التناقض، وعملت عليه كثيرًا.. والدتي كانت صحفية أيضًا، وهذا ساعدني كثيرًا في فهم طبيعة الشخصية، طريقة كلامها، توترها، انشغالها الدائم، وحتى طريقة جلوسها أو تعاملها مع الورق والقلم.
الدور كان نفسيًا وثقيلًا… هل أرهقك؟
نعم، كان مرهقًا جدًا.. أحيانًا كنت أخرج من التصوير وأشعر أنني لا أستطيع الكلام، الدور كان يستنزفني من الداخل، لكنه في الوقت نفسه كان تجربة ثرية ومختلفة، وأنا دائمًا أبحث عن الأدوار التي تلمسني وتعلّمني شيئًا عن نفسي.
وماذا عن دورك في فيلم "درويش"؟ يبدو مختلفًا تمامًا عن أدوارك السابقة..
بالفعل، "درويش" تجربة مختلفة ومليئة بالتحدي، أقدّم فيه دورًا مليئًا بالحركة والمطاردات، وتدور أحداث الفيلم في فترة الأربعينات، وهي فترة أحببت العمل داخلها لما تحمله من تفاصيل فنية وثقافية مميزة، الشخصية التي أقدمها تحمل كثيرًا من التناقضات، ليست فقط من الناحية الجسدية أو الحركية، بل أيضًا نفسيًا، أعجبتني جدًا فكرة المزج بين الشكل الكلاسيكي للأحداث والوتيرة السريعة التي يحملها الفيلم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.