شهدت أسواق المعادن العالمية، يوم الخميس، تقلبات عنيفة بعد أن سجلت عقود النحاس الأمريكية أكبر تراجع يومي على الإطلاق، مدفوعة بخيبة أمل المستثمرين عقب استثناء بعض المنتجات النحاسية من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وانخفضت عقود النحاس لتسليم سبتمبر بنسبة حادة بلغت 21.4% لتستقر عند مستوى 4.39 دولار للرطل، أي ما يعادل 9,781 دولارًا للطن المتري، وذلك بحلول الساعة 09:40 صباحًا بتوقيت غرينتش، في سوق "كوميكس" الأمريكية التابعة لبورصة نيويورك التجارية.
هذا التراجع التاريخي جاء بعد موجة ارتفاعات متواصلة شهدها السوق منذ فبراير الماضي، حين أطلقت الإدارة الأمريكية تحقيقات بشأن فرض رسوم جمركية على واردات النحاس. وقد دفعت تلك التوقعات المتعاملين إلى الإسراع بشحن كميات ضخمة من النحاس إلى الولايات المتحدة للاستفادة من فرق الأسعار المحتمل.
غير أن إعلان الإدارة الأمريكية، مساء الأربعاء، أوضح أن الرسوم الجمركية الجديدة، والتي تبلغ نسبتها 50%، ستُفرض على المنتجات النحاسية نصف المصنعة فقط، بينما تم استثناء الكاثودات والخامات الأولية، مثل مركزات النحاس، من تلك الرسوم، وهو ما فاجأ الأسواق.
وعلّق دان سميث، المدير التنفيذي لشركة "كوموديتي ماركت أناليتيكس"، قائلًا: "أتصور أن هذا كارثي لبعض الأطراف.. أنفقت أموالاً طائلة لشحن المعدن إلى أميركا، والآن سيبقى جالساً هناك، أليس كذلك؟".
في غضون ذلك، تراجع السعر القياسي لعقود النحاس لمدة ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.4%، ليسجل 9,657.50 دولارًا للطن، في انعكاس لحالة الارتباك التي أصابت السوق العالمية.
كما شهد الفارق السعري بين النحاس المتداول في بورصة كوميكس الأمريكية ونظيره في بورصة لندن تحولات حادة، إذ تحوّل من علاوة تجاوزت 3,000 دولار للطن الأسبوع الماضي إلى خصم بلغ 20 دولارًا صباح الخميس، قبل أن يعاود الارتفاع لاحقًا إلى علاوة طفيفة قدرها 33 دولارًا للطن.
وفي بورصة شنغهاي، هبط العقد الأكثر تداولًا بنسبة 1.3% إلى 78,040 يوانًا للطن، ما يعادل نحو 10,851 دولارًا، متأثرًا بتراجع النشاط الصناعي في الصين للشهر الرابع على التوالي، وسط مؤشرات على استمرار الانكماش الاقتصادي في أكبر مستهلك للمعادن عالميًا.
ويُتوقّع أن تظل أسعار النحاس تحت ضغط خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما في ظل الركود الموسمي في الطلب العالمي على المعادن، إلى جانب استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية الأمريكية المستقبلية.
ورغم أن بعض المحللين يرون في التراجع الحالي فرصة لإعادة التوازن إلى السوق، فإن تداعيات الخطوة الأمريكية قد تؤدي إلى اضطراب في تدفقات التجارة الدولية للنحاس، مع احتمالات بحدوث تخمة في المعروض داخل السوق الأمريكية.
ويُعد النحاس أحد أبرز المعادن الصناعية الاستراتيجية، ويستخدم على نطاق واسع في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وصناعة السيارات الكهربائية، ما يجعل تحركات أسعاره مؤشرًا حيويًا على اتجاهات الاقتصاد العالمي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.