شهدت تنزانيا في ال 30 من يوليو، محطة بارزة في مسيرتها نحو توظيف مواردها الطبيعية الاستراتيجية، حيث دشّنت شركة «مانترا تنزانيا المحدودة» – التابعة لمجموعة «يورانيوم ون» المندرجة ضمن مؤسسة «روساتوم» الروسية – منشأة تجريبية لمعالجة اليورانيوم في إطار مشروع «نهر مكوجو» الواقع جنوب البلاد.
وقد أقيم حفل الافتتاح الرسمي للمنشأة بحضور فخامة السيدة "سامية صولوحو حسن" رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع المحلي، إلى جانب وفد رفيع من ممثلي شركة روساتوم الروسية، ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا للتعاون المتنامي بين روسيا وتنزانيا في مجال الطاقة النووية.
وفي تعليقه على هذه الخطوة، صرّح أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لمؤسسة روساتوم، قائلًا:((نُقدم لتـنزانيا أحدث ما توصّلنا إليه من تقنيات معالجة اليورانيوم، لإطلاق العنان للإمكانات الجيولوجية الفريدة التي تزخر بها أراضيها، وكما هو نهجنا مع جميع شركائنا حول العالم، نُولي التعاون مع تنزانيا أولوية تقوم على المساواة والاحترام المتبادل، في إطار التزامنا الراسخ بمبادئ التنمية المستدامة، والامتثال لأعلى المعايير البيئية والاجتماعية، ويسعدنا أن نُسهم في إدماج تنزانيا تدريجيًا في المشهد العالمي للطاقة النووية))
وتقع المنشأة التجريبية في موقع «نيوتا» الغني باليورانيوم، حيث سيتم اختبار تقنيات معالجة الخامات، تمهيدًا لتصميم المنشأة الرئيسية، التي من المُخطط أن تبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية نحو 3,000 طن من اليورانيوم، ويُنتظر أن تبدأ أعمال بناء المنشأة الرئيسية مطلع عام 2026، على أن تنطلق عملياتها التشغيلية بحلول عام 2029.
ووفقًا للتقديرات الأولية، من المتوقع أن يسهم المشروع بكامله في خلق قرابة 4,000 فرصة عمل جديدة في قطاع التعدين والصناعات المساندة في أنحاء تنزانيا، كما سيلعب دورًا حيويًا في تطوير البنية التحتية بالمنطقة، خاصة عبر تحسين شبكة الطرق في إقليم نامتومبو الذي يحتضن المشروع.
ويؤكد القائمون على المشروع التزامهم الصارم بالمعايير البيئية المحلية والدولية، حيث تم تزويد المنشأة بنظام متكامل لحماية البيئة، يتضمن مراقبة فورية للنظم الإيكولوجية، وإعادة تدوير المياه بنظام الدائرة المغلقة، إضافة إلى تنفيذ مبادرات لحفظ التنوع البيولوجي في المنطقة.
وإن تشغيل هذه المنشأة التجريبية في مشروع «نهر مكوجو» لا يُعد إنجازًا تقنيًا فحسب، بل يُجسد ثمرة لشراكة استراتيجية تقوم على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة بعيدة المدى، ويُعد هذا التعاون نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل تطوير الموارد الطبيعية – حين يُدار بمسؤولية وعبر التكنولوجيا المتقدمة والالتزام البيئي – إلى رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية، ودافعًا لتحسين البنية التحتية الإقليمية، ووسيلة للارتقاء بجودة حياة المجتمعات المحلية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.