أخبار عاجلة
بعد طرحها من جانب مجلس الوزراء.. شوف حكاية ... -
مهرجان "رابأفريكا" يستعرض التنوع -
تشكيل النصر المتوقع لمواجهة تولوز الفرنسي وديًا -

الإعلامية لميس الحديدي توجه رسالة مؤثرة لزياد الرحباني: "علينا نحن أن نتعامل مع الحزن على أنفسنا وعليك"

الإعلامية لميس الحديدي توجه رسالة مؤثرة لزياد الرحباني: "علينا نحن أن نتعامل مع الحزن على أنفسنا وعليك"
الإعلامية لميس الحديدي توجه رسالة مؤثرة لزياد الرحباني: "علينا نحن أن نتعامل مع الحزن على أنفسنا وعليك"

عبّرت الإعلامية لميس الحديدي عن حزنها الشديد لرحيل الموسيقي العملاق والمسرحي اللبناني زياد الرحباني، في مقال كتبته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعنوان: "لماذا بكينا زياد الرحباني بهذه الحرقة؟"

 

وبكلمات  مؤثرة   قالت  الحديدي  :لم يكن الألم لبنانيًا فقط، بل امتد إلى كل الوطن العربي – إن كان ما يزال هناك ما يُدعى بوطنٍ عربي – أو بالأحرى امتد الحزن عبر جماهير عربية عريضة من أجيال ارتبطت بصوت (الأم) فيروز، وإبداع (الأب) عاصي، وعبقرية (الابن) زياد.

 

وجاء مشهد وداع فيروز لنجلها الأكبر اليوم ليَسكب مزيدًا من الألم على الرحيل المبكر، فجارة القمر التي انزوت عن الأضواء تُصر، رغم سنوات عمرها التسعين، أن تطل بشموخها المعهود المتشح بالسواد، ونظارتها التي تُخفي عيونها الباكية.. تجلس بجوار ابنتها ريما بكل صبر وصمت، تتقبّل التعازي لساعات في نجلها الأكبر ورفيقها الفذ – بعد عاصي – والذي غنّت له منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، وتمكن من تحديث صوتها ليصل إلى أجيال غير التي غنّت لها مسرحياتها مع الرحابنة.

 

دوّى التصفيق عند خروج فيروز من سيارتها إلى الكنيسة، تصفيق يختلف كثيرًا عن الذي اعتادت أن تسمعه على المسرح.. هذه المرة تصفيق الوجع والدعم، وهي التي ودّعت ابنتها ليال منذ سنوات، وها هي تودّع ابنًا آخر.. وأيّ ابن! إنه زياد.. مشهدٌ يبدو وكأنه جزء من فيلمٍ إيطالي بالأبيض والأسود، أو لوحةٍ فنية لوجه الأم الحزينة، كما هي الترانيم. فأيّ ألم وأيّ وجع يمكن أن تتحمله هذه السيدة التي ملأت حياتنا طربًا وحبًا وحزنًا ووطنًا.

 

لماذا بكينا زياد الرحباني بهذه الحرقة؟

 

لم يكن زياد الرحباني فنانًا عاديًا.. فالاستثناء كان طريقه، منذ خرج من بيت الرحابنة باحثًا عن طريقه السياسي والفني، متمردًا، ناقدًا ساخرًا، كاتبًا، ملحنًا، ومغنيًا أحيانًا.. باحثًا عن حياةٍ أفضل لوطنه عبر أغنياته ومسرحياته وموسيقاه وكتاباته وبرامجه الإذاعية، التي قدمت نقدًا لاذعًا للواقع اللبناني بسخرية وضحك.. وعندما يئس من التغيير قال: "لا أسعى لتغيير البلد، فقط أحاول ألا يغيرني البلد."

 

فشل في التغيير، فشل في الحب والاستقرار، لكنه نجح في أن يحمل "رحبانيته" ويطورها في مدرسة جديدة، ليحيطنا بموسيقى وأغنيات وكتابات حادّة أحيانًا، واقعية أحيانًا، ورومانسية ببساطتها في أحيانٍ أخرى (كيفك إنت، زعلي طول، أنا وياك، عندي ثقة فيك، قديش كان في ناس ع المفرق تنتظر ناس، حبيتك تنسيت النوم، صباح ومسا، سألوني الناس، أنا مش كافر بس الجوع كافر).. وإذا بك تكتشف أن هذه القطعة لزياد، وهذه الأغنية القديمة لفيروز من ألحانه، وهذه المسرحية له، وتلك العبارات قالها زياد.

هو حولنا، يحيط بنا، يخترق أفكارنا، ونحن كثيرًا لا ندري..

 

لماذا بكينا زياد الرحباني بهذه الحرقة؟

حشود الشباب والكبار التي رافقت نعش زياد في رحلته الأخيرة بشارع الحمرا البيروتي كانت كاشفة.. فقد كان زياد حلمًا وفكرة وثورة تاهت وسط صخب الحياة وتكرار الفشل.. وجاء رحيله ليُذكرنا جميعًا من جديد أن الثورة قد انكسرت، وأن آخر أصوات الحق قد خفَت.. كان زياد صوت الضعفاء والبسطاء، وهو القادم من قلب بيت الكبار، وها هو يسكت للأبد.. لذا كان الألم عميقًا.

 

كل من غنّى معه "ع هدير البوسطة" بكاه اليوم،

كل من هتف معه "أنا مش كافر لكن الذل كافر" بكاه اليوم،

كل عربي كان يحمل حلمًا بكاه اليوم.

 

فالحزن علينا وعليك، على حالنا.. على هزيمتنا، نهزم يوميًا بالأحداث، وإذا بك تهزمنا من جديد يا زياد.

 

هزمتَ أحلامنا وآمالنا في الحق والخير والعدالة.. وهي جميعًا واحدة في لبنان ومصر وسوريا والعراق.. وفي كل مكان على هذه الأرض الحزينة التي نسيت معنى الحق.

 

قصص الحب الفاشلة غنيتها وغنيناها معك.

قصص الظلم الفادح غنيتها وغنيناها معك.

قصص الوطنية المهزومة غنيتها وغنيناها معك.. ثم فجأة لا نجد سوى الصدى.

 

الآن يمكن أن تستريح وتهدأ من هذا الحزن الذي ملأ حياتك، وحولته أنت إلى فنٍّ رائع.. لكن علينا نحن أن نتعامل مع الحزن على أنفسنا وعليك..

أما الأم فيروز، فلها الله في هذه الأيام الصعبة.

 

 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لمن يجلسون طويلا.. طريقة بسيطة لاسترخاء العضلات أثناء العمل المكتبي
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية